ب: دعاء إبراهيم:.
ومهما يكن من أمر، فإن إبراهيم (عليه السلام) قد لاحظ: أن البيت الذي اختبر الله الناس به قد وضع في بقعة تكون الحياة فيها صعبة وشاقة، كما يظهر من كلمات الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) المتقدمة، ولذلك فقد دعا ربه فقال:
(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات، لعلهم يشكرون) (1).
ولقد أستجيت دعوة إبراهيم (عليه السلام)، وأصبحت مكة قبلة الآملين، ومهوى أفئدة الصفوة من العالمين.
ج: تقديس الكعبة:
لقد كانت الكعبة مقدسة ومعظمة عند جميع الأمم، فيذكر العلامة الطباطبائي قدس سره:
أن الهنود يعتقدون: أن روح سيفا، وهو الأقنوم الثالث عندهم قد حلت في الحجر الأسود، حينما زار هو وزوجته بلاد الحجاز.
والصابئة من الفرس والكلدانيون يعدون الكعبة أحد البيوت السبعة المعظمة (2)، وربما قيل: إنها بيت زحل لقدم عهدها، وطول بقائها..