ما روي في بدء الوحي:
روى البخاري ومسلم وغيرهما، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة في بدء الوحي، ما ملخصه: أن الملك جاء للنبي، (ص) وهو في غار حراء، فقال: إقرأ. قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: إقرأ: فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: إقرأ.
فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني؟ فقال: (إقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * إقرأ وربك أكرم).
فرجع بها رسول الله (ص) يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال زملوني، زملوني، حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة - وقد أخبرها الخبر -: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله، ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل، بن أسد، بن عبد العزى، ابن عم خديجة، وكان امرءا قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد