وسابعا: عن ابن عباس: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يغتسل وراء الحجرات، وما رأى أحد عورته قط (1).
وثامنا: وقد عد من خصائصه (صلى الله عليه وآله وسلم): أنه لم ترى عورته قط، ولو رآها أحد لطمست عيناه (2).
فلماذا لم تطمس عينا العباس، الذي كان حاضرا وناظرا، وشد عليه إزاره، وكذا أعين سائر من رآه حين بناء البيت؟! وكذلك لماذا لم تطمس أعين رفقائه الصغار، الذين رأوا منه ذلك وهم يلعبون؟! فإن كانوا قد رأوا، فاللازم هو طمس أعينهم، وإن لم يكونوا قد رأوا، فلماذا هذا الكذب والافتراء، وسوء الأدب، والجرأة على مقام النبي الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم)، والتفوه بما يتنافى مع شرفه، وعلو منزلته وكرامته، وسؤدده، وتسديد الله له. نعوذ بالله من الخذلان، ومن وساوس الشيطان.
وتاسعا: وأخيرا، لقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
ليس للرجل أن يكشف ثيابه عن فخذه، ويجلس بين قوم (3).
فكيف اذن يكشف النبي الأعظم عورته أمام الناس يا ترى؟
وأخيرا، فإن ثمة نصوصا أكثر شناعة وقباحة من ذلك، نجل مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الأقدس عن ذكرها.
ثوبي حجر!!
وبالمناسبة، فإن أمثال هذه الافتراءات قد تعدت نبينا الأكرم (ص) إلى نبي الله موسى (عليه السلام) ولكن بنحو أكثر شناعة، وأشد قباحة،