ولكن يعكر على هذا: أن رواية البخاري تقول: (على قراريط)، فالظاهر من كلمة على هو: الاجر.
ويمكن أن يدفع هذا: بأن من المحتمل أن يكون قراريط اسم جبل في مكة وقد رعى (صلى الله عليه وآله وسلم) الغنم عليه. وكل ذلك وسواه من الاحتمالات لا شاهد له، وإنما يلجأ إليه لو كانت الرواية صحيحة السند عن معصوم، وليست كذلك، بل هي عن أبي هريرة، وغيره ممن لا يمكن الاعتماد عليهم.
ملاحظة:
لقد حاول البعض التفلسف هنا، فذكر: أن رعي الغنم صعب، لأنها أصعب البهائم وهو يوجب أن يستشعر القلب رأفة ولطفا، فإذا انتقل إلى رعاية البشر كان قد هذب أولا من الحدة الطبيعية، والظلم الغريزي، فيكون في اعدل الأحوال. (1) ولكن، حتى لو لم نقل: إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان نبيا منذ صغره، كما سيأتي، فإننا نطرح الأسئلة التالية: هل يمكن أن يصدق أحد: أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحتاج إلى التهذيب من الحدة الطبيعية، والظلم الغريزي؟!.
وهل في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ظلم وحدة غريزيتان يحتاجان إلى التهذيب والحد منهما حقا؟! ولو سلم ذلك، ألا يوجد مدرسة أفضل من هذه المدرسة؟! ثم أفلا ينافي ذلك قضية شق الصدر (2) - المكذوبة - المقبولة لدى هؤلاء؟! أوليس ذلك الظلم وتلك