المفاهيم الرحبة الآفاق، البعيدة الاغوار، وجاء استعمال تلك الألفاظ للتعبير عن هذه المقاصد العالية غريبا عن المألوف العام، وعن ذهنية الانسان العادي.
ومن ثم، فقد قصرت أفهامهم عن إدراك حقائقها ودقائقها، ولا سيما حين رأوا: أن القرآن يستعمل في التعبير عن مقاصده صنوف المجاز، والاستعارات، والتشبيهات، والكنايات، ودقائق الإشارات، واستعمل مختلف خصائص اللغة العربية، سواء منها ما يتعلق بالمفردات، أو بالهيئات التركيبية، ليمكن إخضاع تلك المعاني السامية للقوالب اللفظية المحدودة والمألوفة.
وكان ذلك سببا في تقريب تلك المعاني إلى أفهام العامة، من حيث أنه أخضعها للقوالب اللفظية، المأنوسة والمألوفة لديهم، وسببا في بعدها، من حيث عدم قدرة تلك القوالب اللفظية على استيعاب معان لم تكن هي مستعدة للتعبير عن مثلها (1). إلا بالتوسل بلطائف الإشارات والكنايات، ودقائق الخصائص اللفظية للتعبير عنها، حسبما أشرنا إليه من قبل، فصعب على الانسان العادي إدراك تلك المقاصد العالية، واشتبه عليه الامر، فكان لابد له من الاستعانة بالراسخين في العلم، الذين اختصهم الله بفضله وكرمه لايضاح مقاصده وأهدافه ومراميه، ممن كانوا على مستوى رفيع من عمق الفهم، وسلامة التفكير، ونفذت بصيرتهم إلى الحقائق الراهنة، فنالوها، وهم أئمة أهل البيت الاطهار (عليهم السلام).
التأويل:
لقد أشير إلى التأويل في القرآن الكريم، وأن ثمة من يعرف هذا