الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٢ - الصفحة ٣٣١
طريق جمع فاشل:
وقال البعض: الأورع أن يقال: أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر، ومن الصبيان علي، ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن العبيد بلال (1).
وهو كلام فارغ، بعد أن ثبتت أولية علي (عليه السلام) على كل أحد.
وقولهم: إنه أول من أسلم من الصبيان عجيب، وذلك لما يلي:
1 - إنه قد جاء عنه (عليه السلام)، وعن غيره القول: بأنه أول رجل أسلم (2)، مما يعني أنه كان حينئذ رجلا بالغا. وقد قلنا: إنه قد أسلم وعمره عشر سنوات أو اثنتا عشرة سنة ومن الواضح: أن الرجولية والبلوغ لا ينحصر بالسن، فإن عمرو بن العاص - كما يقولون - كان يكبر ولده عبد الله باثنتي عشرة سنة فقط (3). والراشد بالله قد وطأ جارية وهو ابن تسع سنين، فحملت منه كما يدعون (4).
كما أن ثمة أقوالا كثيرة في سن علي (عليه السلام) حين إسلامه، وقد رأينا الحافظ عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، والكليني، والحسن البصري، والإسكافي وغيرهم كثير، يذكرون في سن علي رقما يتراوح ما بين 12 سنة إلى 16 سنة، وبعضهم يتجاوز ذلك أيضا، كما تقدم بيانه في

(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٧٥، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٩٠ ونزهة المجالس ج ٢ ص ١٤٧ والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٧ و ٢٦ و ٢٩.
(٢) وفي سيرة ابن إسحاق ص ١٣٨: أول الرجال اسلاما. وفي مصادر أخرى: أول أصحابي اسلاما: راجع السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٨.
(٣) المعارف لابن قتيبة ص ١٢٥ ط دار احياء التراث العربي سنة ١٣٩٠ ه‍.
(٤) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٩.
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست