طريق جمع فاشل:
وقال البعض: الأورع أن يقال: أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر، ومن الصبيان علي، ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن العبيد بلال (1).
وهو كلام فارغ، بعد أن ثبتت أولية علي (عليه السلام) على كل أحد.
وقولهم: إنه أول من أسلم من الصبيان عجيب، وذلك لما يلي:
1 - إنه قد جاء عنه (عليه السلام)، وعن غيره القول: بأنه أول رجل أسلم (2)، مما يعني أنه كان حينئذ رجلا بالغا. وقد قلنا: إنه قد أسلم وعمره عشر سنوات أو اثنتا عشرة سنة ومن الواضح: أن الرجولية والبلوغ لا ينحصر بالسن، فإن عمرو بن العاص - كما يقولون - كان يكبر ولده عبد الله باثنتي عشرة سنة فقط (3). والراشد بالله قد وطأ جارية وهو ابن تسع سنين، فحملت منه كما يدعون (4).
كما أن ثمة أقوالا كثيرة في سن علي (عليه السلام) حين إسلامه، وقد رأينا الحافظ عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، والكليني، والحسن البصري، والإسكافي وغيرهم كثير، يذكرون في سن علي رقما يتراوح ما بين 12 سنة إلى 16 سنة، وبعضهم يتجاوز ذلك أيضا، كما تقدم بيانه في