ويقال: إن المغيرة بن شعبة قد قال ليزدجرد: (.. وأما ما ذكرت من سوء الحال، فما كان أسوأ حالا منا، وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان، والحيات، ونرى ذلك طعامنا. أما المنازل فإنما هي ظهر الأرض. ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل، وأشعار الغنم، ديننا أن يقتل بعضنا بعضا، وأن يبغي بعضنا على بعض، وإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية، كراهية أن تأكل من طعامه) (1).
ولابن العاص أيضا كلام يشير إلى بعض ذلك، فمن أراده فليراجعه في مصادره (2).
علوم العرب:
لقد أوضح لنا الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلماته المتقدمة حالة العرب، ومستواهم العلمي والثقافي، وأنهم كانوا يعيشون في ظلمات الجهل، والحيرة، والضياع.
وهذا يكذب كل ما يدعيه الآخرون - كالآلوسي وغيره - من أن العرب كانوا قد تميزوا ببعض العلوم، كعلم الطب، والانواء، والقيافة، والعيافة، والسماء، ونحو ذلك..
وقال بعضهم: (خصت العرب بخصال: بالكهانة، والقيافة، والعيافة والنجوم، والحساب) (3).
فإن ما كان عندهم من ذلك هو مجرد ملاحظات بسيطة ساذجة،