قدميه كأنه السبع... إلى أن قال: (فكان يعترض لعيرات قريش، فيقطعها، فيقول: لا أرد إليكم منها شيئا، حتى تشهدوا: أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله: فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله، ومضى بدر، وأحد، ثم قدم فأقام بالمدينة (1)).
واسلم على يده نصف قبيلته غفار، ووعده الباقون بأن يسلموا إذا قدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة (2).
وكان أبو ذر يتأله في الجاهلية، ويقول: لا إله إلا الله، ولا يعبد الأصنام، ويقال: إنه صلى قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة سنوات (3).
ما يستفاد في حديث اسلام أبي ذر:
أولا: إن عدم عبادة أبي ذر للأصنام، ليس إلا من أجل منافرتها لحكم العقل، وللفطرة السليمة، حين لا تطغى على الانسان أي من العوامل الخارجية التي تجعل على قلبه وبصره غشاوة.
ويلاحظ: أن القرآن ما زاد في مقاومته لعبادة الأصنام، والتوجيه إلى الله تعالى على أن نبه العقل، وأثاره، وارشد إلى ما تقتضيه الفطرة السليمة في هذا المجال. وكل من يستعرض الآيات القرآنية يرى كيف أن القرآن يهتم في الارجاع إلى الفطرة، وحكم العقل، ويعتبر أن، لهما وحدهما الحق في الحكم في هذا المجال.
وثانيا: إن أسلوب علي (عليه السلام) في المحافظة على عنصر