قال الله عز وجل (ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته) يقول: يحق لأهل بيتك الولاية " والله عليم بذات الصدور " يقول: عليم بما ألقوه في صدورهم من العداوة والظلم بعدك (لآلك) (1) وهو قول الله عز وجل (وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون) (2).
15 - وقال أبو علي الطبرسي (رحمه الله): ما نقله في كتاب شواهد التنزيل مرفوعا إلى أبي امامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة، أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا ورقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنه هوى.
ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي، ثم لم يدرك محبتنا أكبه الله على منخريه في النار.
ثم تلا (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (3).
ولا شك أن مودتهم أجر الرسالة، وأجرها عظيم، ومودتهم كذلك عظيمة، و كل الأنبياء عليهم السلام جعلوا أجرهم في تبليغ الرسالة على الله إلا نبينا صلى الله عليه وآله فإنه جعل أجره مودة قرابته.
16 - وقد جاء في مودتهم فضل كثير: منه ما روي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: أنا شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق، ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في