تعداد الشاعر لأبيات تلك الملحمة، وإن كان الذي وقفت عليه من أبيات تلك الملحمة يربو على هذا العدد بمائة بيت تقريبا.
وقد جارى فيها الشاعر قصيدة الملا كاظم الأزري، وقد أشار إلى الشاعر المذكور وأشاد بأفضلية السبق له عليه، وقد نقلتها عن نسختين مخطوطتين موجودتين لدى بعض المؤمنين في الأحساء، وها أنا أقدم للنشر جانبا من هذه القصيدة، عسى أن تتهيأ فرصة أكبر لنشرها بكاملها.
الشاعر هو الشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله الوايل الأحسائي المعروف ب " الصائغ ".
ولد الشاعر في الهفوف عاصمة الأحساء، في حدود النصف الأول أو بعده بقليل من القرن الثالث عشر، ولم يحدد بالضبط تاريخ ولادته، غير أنه كان حيا عام 1281 ه، وهو تاريخ الفراع من نظم ملحمته الشعرية، كما أرخها هو في آخر أبياتها.
والشاعر، بالإضافة إلى ملكته الشعرية، كان أحد العلماء المحصلين، اخذ دراسته العلمية في مدينة الأحساء على يد علمائها آنذاك، ومنهم الشيخ محمد أبو خمسين (1) فقد أخذ عنه الفقه والحكمة، ولا يدرى هل سافر إلى النجف أم لا؟
آثاره للشاعر المذكور من الآثار المخطوطة ما وقفت عليه في الأحساء عند بعض المعنيين بجمع تراث الأحساء - وخصوصا الأدبي منه - وهي كما يلي:
1 - ديوان شعر كبير يتألف من ثلاثة أجزاء في مختلف الأغراض والمواضيع.
2 - كشكول كبير في مجلدين سقطت أكثر أوراقه أو تلفت.
3 - نهج الأزرية، وهي الملحمة التي سنقدم جزءا منها للقارئ: تشتمل على أكثر من (1500) بيت من الشعر، كما توجد له ثلاثة بنود، في التوحيد، والنبوة، والإمامة.
وفاته توفي الشاعر في قرية " سيهات " إحدى قرى مدينة القطيف، وكانت وفاته سنة 1305 ه.
قصيدة نهج الأزرية هذه رامة وهذي رباها * فاحبسا الركب ماعة في حماها وأنيخا بها المطايا وميلا * للثرى وانشقا أريج شذاها وقفا بي ولو كلوث إزار * عل نفسي تنال منها مناها وأسائل طلولها عن ظعون * سار قلبي لسيرها وتلاها وأؤدي لها يسير حقوق * من كثير وأين مني أداها بمغان حوت لحسن غوان * تتوارى الشموس تحت ضياها من ظباء كوانس بخدور * حجبتها ليوثها بظباها يا خليلي لا تلوما خليعا * خلعت نفسه غرام سواها واسعداني - سعدتما - في غرامي * إن خير الصحاب صحب صفاها أودعاني بها أبث شجونا * كلمت مهجتي كلوم مداها أنا فيها متيم وغرامي * شاهد أنني قتيل هواها كيف تهوى الملام نفس معنى * كثرة اللوم في الهوى أغواها ما لنفسي وللسلو وهذا * دمعها أهرقته سرب دماها صيرته خضابها لا كف * وخدود قد صرت من قتلاها لست أنسى - وكيف أنسى - زمانا قد تجلت أيامه بصفاها وليال قد أقمرت بوصال العين * من غيدها وشط نواها زمن أينعت ثمار الأماني * لي فيه وأتحفتني جناها حيث لم نلف واشيا ورقيبا * نتقي منهما وقوع جفاها فتولى كأنه ومضة من * برقة أو كخفقة من كراها يا رعى الله تلك أوقات أنسي * تم حسن الزمان من حسناها كم به من لبانة أنعشتنا * باجتنا صفوها بوصل مهاها فقضينا به مناسك عشق * حيث إحرامنا بلبس هواها ثم قد ضمنا معرس وصل * فأفضنا به لورد لماها ثم حلت نفوسنا مشعر الأمن ونالت من بعد ذاك مناها فنحرنا هدي الجوى وحلقنا * من وشاة لنا شعور رجاها وقذفناهم برمي جمار البعد عنا فأحرقتهم لظاها ثم طفنا بكعبة الحسن منها * واعتكفنا بها بهجر سواها واستلمنا لأسود الخال منها * وشفاه قد أنعشتنا شفاها وسعينا بصفو عيش هني * مرء لا بمروة وصفاها فأراشت لنا الليالي سهاما * من صروف النوى فجد جفاها فتداعت إلى الفراق رفاق الأنس منا ونوهت بدعاها وجرى ما جرى ولا تسألا عن * حال أهل الهوى غداة نواها فلكم ثم من قلوب تهاوت * مصعقات لفرط روع عراها وقلوب تطايرت لوشيك البين منا كان ناف نفاها لست أنسى على النقى وقفة التوديع والعين لا يكف بكاها ثم سارت مطيهم تذرع البيد ولكن قلوبنا تلقاها وانثنينا بصفقة الغبن ظميا * للقاها وأين منا لقاها وكذا عادة الزمان بأهل * الفضل لا زال مولعا بجفاها فاسألاني به فإني خبير * ذقت أحواله على استقصاها برقة خلب وسحب أياديه * جهام لمن يروم استقاها لم يهب نعمة بلا سلب أخرى * لبنيه ولا يدوم بقاها من عذيري له وفي كل آن * تنتحيني صروفه بعناها مستطيلا بخفض قدري ولم يدر بأني من المعالي فتاها موقفي فوقهن ناش وطفلا * قد غذتني بدرها ثدياها ولئن نابني بخفض مقامي * بعيون داعي الغوى أغواها لا يعاب الإكسير يوما إذا ما * جهلته من الورى جهلاها كيف لا تملك المعالي نفس * حب طه بنوره زكاها احمد المصطفى أجل نبي * بعث الله للورى لهداها عله النشأتين فيمن برى * الله ومولى وجودها وفتاها ذات قدس تذوقت كل ذات * من هيولى هياكل حلاها