هو في الكائنات أول نفس * برأ الله كنهها فاجتباها وحباه من فضله بمعال * عرك النيرات أدنى علاها ما اصطفى في العباد شخصا سواه * للعبودية التي يرضاها ثم آتاه ما يشا من علوم * الملكوتية التي أبداها بل وأنهى اليه خير مزايا * كبرت رفعة بأن تتناها عالم عالم السرائر أسرى * سره في عوالم أنشأها جاء للأنبياء منها يسير * فيه قد فضلت على من سواها جمع الله فيه كل كمال * أخذت عنه كل نفس هداها أول السابقين في حلبة الفضل ومصباح أرضها وسماها نير أشرق الوجود بإشراقات أنوار عزة جلاها وبه قرت القوابل طرا * بقبول الوجود عند دعاها واستقامت به السماوات والأرض ومن فيهما بحسن استواها ملك ملكه الممالك لا بل * هو قيومها الذي يرعاها وهو ناموسها العليم بما قد * عملته بجهرها وخفاها وهو الكلمة التي انزجر العمق لها واستقام من جدواها عيلم فاض للعوالم منه * خير فيض حوت به نعماها كل ما في الوجود من كائنات * ذو المعالي لأجله سواها وكفاه على الخلائق طرا * أنه كان في العلى مصطفاها وله اشتق ذو الجلالة من أسمائه اسما سمت به حسناها فهو في خلقه الحميد وهذا * (أحمد) يا له على لا يضاها سر فضل لما يطق كتمه الغيب * لأسرار حكمة قد حواها لم يزل في عوالم منه يجري * في بحور به أفيض نداها فأتى عالم الشهادة هاد * أمما قادها دواعي غواها فبدا في سما الرسالة شمسا * مشرقا فوق كل شئ ضياها جاء منه لها ولم تبد آيات عظام بهرن من قد رآها كتهاوي شهب السما وهي تنبي * أنه للعدى شهاب رداها وانشقاق الإيوان ينبئ عنه * أنه بالهدى يشق عصاها وانطفا نار فارس عنه منب * أنه آن من لظاها انطفاها واغتدت باسمه الهواتف تدعو * معلنات وفوهت بنداها وأتت أمه البشائر منها * أنه في الورى بشير هداها ورأت من كرامة الله منه * ما أقرت بنيله عيناها وتهاوى لدى ولادته عن * كعبة الله كل جبت علاها وسرى منه في فلاسفة الكهان حتف أبادها فاختلاها وبه الماردون نالت دحورا * وثبورا به تحست رداها ومن الحجب بالبشارة جبرائيل بأملاكها الغر فاها وبه الأرض أشرقت واستطالت * إذ أتاها على علو سماها وبه مكة على كل شئ * فخرت إذ حواه منها فناها وحقيق بها إذا افتخرت بالمصطفى أحمد على من سواها قد حوت سؤددا تود دراري الشهب منه تكون من حصباها إذ حوت سيد السماوات والأرض ومختار خالق سواها كعبة الفاضلين في كل فضل بل وناموسها الذي رباها إن يكن جاء للنبيين ختما * فلقد كان في الوجود أباها ما أتى آخرا سوى لمزايا * فيه ذو العرش حكمة أخفاها إذ هو العالم المفيض عليها * كل علم أتى به أنبياها فهي عنه بكل عصر تؤدي * ما من الرشد للبرايا عناها فلذا ما حوته من مكرمات * وجلال إليه يعزى انتهاها سل به آدما فكم من أياد * من جلال إليه قد أسداها وبه تاب ذو الجلال عليه * إذ جنى من خطيئة حوباها وله أسجد الملائك * والأسماء طرا لحفظه أملاها وله نال بالسفينة نوح * خير عقبى وفلكه نجاها والخليل اغتدت له النار بردا * وسلاما به وأطفى لظاها وهو سر العصا لموسى فألقت * عنده الساحرون سلما عصاها ولعيسى أعار سرا فأحيا * من قبور دوارس موتاها كم له في العلى سوابق فضل * مستحيل على العداد انتهاها يعجز العد عن مناقب نفس * ذو المعالي لأجله سواها فهي صنع له وكل البرايا * أحكمت صنعها البديع يداها ظهرت باسمه العظيم فكل * خاضع تحت مجتلى كبرياها أنبا الخلق سورة النور عنه * نبأ كالشموس راد ضحاها تاه في وصفه الخلائق طرا * وحقيق بوصفه أن يتاها صاغه الله جوهرا وهي منه * عرضا منه كونها قد أتاها سيد واجب الوجود إليه * كل فضل وحكمة أنهاها ظهرت منه حكمة الله للخلق عيانا لأنه مجتلاها من دعا البدر لانشقاق فأهوى * عن سماه وخر في بطحاها كيف يعصيه وهو منه تحلى * حلية النور واكتسى أسناها فهو لو يدع جملة الشهب طرا * من سماها لحطها عن سماها أو تعصيه وهي منه استنارت * واستقامت به على مجراها حيث قد كان للوجودات قطبا * وعلى مجده استدارت رحاها ومن الوحش كلمته أسود * ثم طلس وأعربت عن ثناها والظبا سلمت عليه ولا غرو بان سلمت عليه ظباها ولتلقى هواه حنت نياق * وعلى مثله حقيق هواها والنباتات كلمته وأحيا * باسقات وأينعت بجناها والعصا أورقت لديه ولا غرو بان أورقت لديه عصاها وله الجذع حن شوقا كثكلى * فارط الحزن مضها وشجاها ومن الصخر كم أسال عيونا * بمعين تعب في مجراها والحصا سبحت بكفيه جهرا * وكثير من الورى قد وعاها وإذا سار في الظهيرة أرخت * أذيل السحب فوقه أفياها حق لو ظللته فهو كريم * منه نالت حياتها وحياها لا تخل ذا من النبي عجيبا * فهو من آي فضله أدناها لم يزل في البلاد ينشر آيا * ضاق منهن كثرة قطراها فدعاه اليه ذو العرش ليلا * ليريه من آية كبراها ثم أسرت به إليه براق * بعروج سبحان من أسراها وخطا عالم الجواز ولما * يبق في الكون ذرة ما وطأها
(١٠٥)