الطرابلسي، تلميذ السيد المرتضى، وزميل الشيخ الطوسي أو تلميذه المعروف بالقاضي تارة، وبابن البراج أخرى، فقيه عصره، وقاضي زمانه، وخليفة الشيخ في بلاد الشام.
وهو أحد الفقهاء الكبار في القرن الخامس بعد شيخيه: المرتضى والطوسي، صاحب كتاب " المهذب " في الفقه وغيره من الآثار الفقهية فهو اقتفى خطوات شيخ الطائفة من حيث التبويب والتفريع، ويعد هذا الكتاب من الموسوعات الفقهية البديعة في عصره.
ونورد هنا بعض أقوال العلماء في حق المترجم:
1 - يقول الشيخ منتجب الدين في الفهرس عنه: القاضي سعد الدين أبو القاسم عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن براج، وجه الأصحاب، وفقيههم، وكان قاضيا بطرابلس، وله مصنفات، منها: " المهذب " و " المعتمد " و " الروضة " و " المقرب " و " عماد المحتاج في مناسك الحاج " أخبرنا بها الوالد، عن والده، عنه.
2 - ويقول ابن شهرآشوب في " معالم العلماء ": أبو القاسم عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز، المعروف بابن البراج، من غلمان (1) المرتضى رضي الله عنه، له كتب في الأصول والفروع، فمن الفروع: الجواهر، المعالم، المنهاج، الكامل، روضة النفس، في أحكام العبادات الخمس، المقرب، المهذب، التعريف، شرح جمل العلم والعمل للمرتضى رحمه الله.
3 - وقال الشهيد في بعض مجاميعه، في بيان تلامذة السيد المرتضى -:
ومنهم أبو القاسم عبد العزيز بن نحرير بن براج، وكان قاضي طرابلس، ولاه القاضي جلال الملك رحمه الله.
وكان أستاذ أبي الفتح الصيداوي، وابن رزح [كذا]، من أصحابنا.
وقال الشيخ علي الكركي في إجازته للشيخ برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن علي - في حق ابن البراج -: الشيخ السعيد، خليفة الشيخ الامام أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي بالبلاد الشامية، عز الدين عبد العزيز بن نحرير بن البراج قدس سره.
4 - وقال بعض تلامذة الشيخ علي الكركي، في رسالته المعمولة في ذكر أسامي مشائخ الأصحاب: ومنهم الشيخ عبد العزيز بن البراج الطرابلسي، صنف كتبا نفيسة منها: المهذب، والكامل، والموجز، والاشراق، والجواهر، وهو تلميذ الشيخ محمد بن الطوسي.
5 - وقال الأفندي في الرياض: وقد وجدت منقولا عن خط الشيخ البهائي، عن خط الشهيد أنه تولى ابن البراج قضاء طرابلس عشرين سنة أو ثلاثين سنة، وكان للشيخ أبي جعفر الطوسي أيام قراءته على السيد المرتضى كل شهر إثنا عشر دينارا ولابن البراج كل شهر ثمانية دنانير، وكان السيد المرتضى يجري على تلامذته جميعا.
6 - ونقل عن بعض الفضلاء أن ابن البراج قرأ على السيد المرتضى في شهور سنة تسع وعشرين وأربعمائة إلى أن مات المرتضى، وأكمل قراءته على الشيخ الطوسي، وعاد إلى طرابلس في سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، وأقام بها إلى أن مات ليلة الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وقد نيف على الثمانين.
7 - ونقل صاحب الروضات عن " أربعين الشهيد "، نقلا عن خط صفي الدين المعد الموسوي: إن سيدنا المرتضى - رضي الله عنه - كان يجري على تلامذته رزقا، فكان للشيخ أبي جعفر الطوسي رحمه الله أيام قراءته عليه كل شهر إثنا عشر دينارا وللقاضي كل شهر ثمانية دنانير، وكان وقف قرية على كاغذ الفقهاء.
8 - وقال عنه التفريشي في رجاله: فقيه الشيعة الملقب بالقاضي، وكان قاضيا بطرابلس.
9 - وقال المولى نظام الدين القرشي في نظام الأقوال عبد العزيز ابن البراج، أبو القاسم، شيخ من أصحابنا، قرأ على المرتضى في شهور سنة تسع وعشرين وأربعمائة وكمل قراءته على الشيخ الطوسي وعبر عنه بعض - كالشهيد في الدروس وغيره - بالقاضي، لأنه ولي قضاء طرابلس عشرين سنة أو ثلاثين، مات ليلة الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
10 - وقال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل:... وجه الأصحاب وفقيههم وكان قاضيا بطرابلس، وله مصنفات، ثم ذكر نفس ما ذكره منتجب الدين في فهرسه، ابن شهرآشوب في معالمه، والتفريشي في رجاله.
11 - وقال المجلسي في أول البحار: وكتاب المهذب وكتاب الكامل وكتاب جواهر الفقه للشيخ الحسن المنهاج، عبد العزيز بن البراج، وكتب الشيخ الجليل ابن البراج كمؤلفها في غاية الاعتبار.
12 - وقال التستري في مقابيس الأنوار: الفاضل الكامل، المحقق المدقق، الحائز للمفاخر والمكارم ومحاسن المراسم، الشيخ سعد الدين وعز المؤمنين، أبو القاسم عبد العزيز بن نحرير بن البراج الطرابلسي الشامي نور الله مرقده السامي، وهو من غلمان المرتضى، وكان خصيصا بالشيخ وتلمذ عليه وصار خليفته في البلاد الشامية، وروى عنه وعن الحلبي، وربما استظهر تلمذته على الكراجكي وروايته عنه أيضا (3).
وصنف الشيخ له - بعد سؤاله - جملة من كتبه معبرا عنه في أوائلها بالشيخ الفاضل، وهو المقصود به والمعهود، كما صرح به الراوندي في " حل المعقود "، وكتب الشيخ أجوبة مسائل له أيضا، وكان من مشائخ ابن أبي كامل، والشيخ حسكا، والشيخ عبد الجبار، والشيخ محمد بن علي بن محسن الحلبي، وروى عنه ابناه الأستاذان أبو القاسم وأبو جعفر اللذان يروي عنهما القطب الراوندي وابن شهرآشوب السروي وغيرهم، وله كتب منها:
المهذب، والجواهر، وشرح جمل المرتضى، والكامل، وروضة النفس، والمعالم، والمقرب، والمعتمد، والمنهاج وعماد المحتاج في مناسك الحاج،