معاذ القارئ، وعكرمة، وابن يعمر، وعاصم الجحدري، وابن السميفع: " ليحصنكم " بياء مرفوعة وسكون الحاء وكسر الصاد مشددة النون.
فمن قرأ بالياء، ففيه أربعة أوجه: قال أبو علي الفارسي: أن يكون اللباس، لأن اللبوس بمعنى اللباس من حيث كان ضربا منه، ويجوز أن يكون داود، ويجوز أن يكون التعليم، وقد دل عليه " علمناه ".
ومن قرأ بالتاء، حمله على المعنى، لأنه الدرع.
ومن قرأ بالنون، فلتقدم قوله: " وعلمناه ".
ومعنى " لتحصنكم ": لتحرزكم وتمنعكم (من بأسكم) يعني: الحرب.
قوله تعالى: * (ولسليمان الريح) * وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عمران الجوني، وأبو حيوة الحضرمي: " الرياح " بألف مع رفع الحاء. وقرأ الحسن، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء:
بالألف ونصب الحاء، والمعنى: وسخرنا لسليمان الريح (عاصفة) أي: شديدة الهبوب (تجري بأمره) يعني: بأمر سليمان (إلى الأرض التي باركنا فيها) وهي أرض الشام، وقد مر بيان بركتها في هذه السورة والمعنى: أنها كانت تسير به إلى حيث شاء، ثم تعود به إلى منزله بالشام.
قوله تعالى: * (وكنا بكل شئ عالمين) * علمنا أن ما نعطي سليمان يدعوه إلى الخضوع لربه.
قوله تعالى: * (ومن الشياطين من يغوصون له) * قال أبو عبيدة: " من " تقع على الواحد والاثنين والجمع من المذكر والمؤنث. قال المفسرون: كانوا يغوصون في البحر، فيستخرجون الجواهر، * (ويعملون عملا دون ذلك) * قال الزجاج: معناه: سوى ذلك: * (وكنا لهم حافظين) * أن يفسدوا ما عملوا. وقال غيره: أن يخرجوا عن أمره.
وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " 83 " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين " 84 " وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين " 85 " وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين " 86 "