صالح عن ابن عباس. وقال سعيد بن جبير: هم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أن يشخص عن المدينة، فنزلت هذه الآية. وقال عبد الرحمن بن غنم: لما قالت له اليهود هذا، صدق ما قالوا، وغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك، نزلت هذه الآية.
والثاني: أنهم المشركون أهل مكة هموا بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فأمره الله بالخروج، وأنزل هذه الآية إخبارا عما هموا به، قاله الحسن، ومجاهد. وقال قتادة: هم أهل مكة بإخراجه من مكة، ولو فعلوا ذلك ما نوظروا، ولكن الله كفهم عن إخراجه حتى أمره بالخروج. وقيل: ما لبثوا بعد ذلك حتى بعث الله عليهم القتل ببدر.
فعلى القول الأول، المشار إليهم: اليهود، والأرض: المدينة.
وعلى الثاني: هم المشركون، والأرض: مكة، وقد ذكرنا معنى " الاستفزاز " آنفا، وقيل: المراد به هاهنا: القتل، ليخرجوه من الأرض كلها، روي عن الحسن.
قوله تعالى: * (وإذا لا يلبثون خلفك) * قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم: " خلفك ". وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: " خلافك ". قال الأخفش " خلافك " في معنى خلفك، والمعنى: لا يلبثون بعد خروجك * (إلا قليلا) * أي: لو أخرجوك لاستأصلناهم علي بعد خروجك بقليل، وقد جازاهم الله على ما هموا به، فقتل صناديد المشركين ببدر، وقتل من اليهود بني قريظة، وأجلى النضير. وقال ابن الأنباري: معنى الكلام:
لا يلبثون على خلافك ومخالفتك، فسقط حرف الخفض. وقرأ أبو رزين، وأبو المتوكل:
" خلافك " بضم الخاء، وتشديد اللام، ورفع الفاء.
قوله تعالى: * (سنة من قد أرسلنا) * قال الفراء: نصب السنة على العذاب يعذبون كسنتنا فيمن أرسلنا. وقال الأخفش: المعنى: سنها سنة. وقال الزجاج: المضمر، أي: انتصب بمعنى " لا يلبثون " وتأويله: إنا سننا هذه السنة فيمن أرسلنا قبلك أنهم إذا أخرجوا نبيهم أو قتلوه، لم يلبث العذاب أن ينزل بهم.
أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان