ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير " 63 " له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد " 64 " قوله تعالى: * (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء) * يعني: المطر * (فتصبح الأرض مخضرة) * بالنبات. وحكى الزجاج عن الخليل أنه قال: معنى الكلام التنبيه، كأنه كذي وكذا. وقال ثعلب: معنى الآية عند الفراء خبر، كأنه قال: اعلم أن الله ينزل من السماء ماء فتصبح، ولو كان استفهاما والفاء شرطا لنصبه.
قوله تعالى: * (إنه لطيف) * أي: باستخراج النبات من الأرض رزقا لعباده * (خبير) * بما في قلوبهم عند تأخير المطر. وقد سبق معنى الغني الحميد في [سورة] البقرة.
ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم " 65 " وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور " 66 " قوله تعالى: * (ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض) * يريد البهائم التي تركب * (ويمسك السماء أن تقع) * قال الزجاج: كراهة أن تقع. وقال غيره: لئلا تقع * (إن الله بالناس لرؤوف رحيم) * فيما سخر لهم وفيما حبس عنهم من وقوع السماء عليهم. * (وهو الذي أحياكم) * بعد أن كنتم نطفا ميتة * (ثم يميتكم) * عند آجالكم * (ثم يحييكم) * للبعث والحساب * (إن الإنسان) * يعني: المشرك * (لكفور) * لنعم الله إذ لم يوحده.
لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم " 67 " وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون " 68 " الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون " 69 " ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن