قوله تعالى: * (أن يفرط علينا) * وقرأ عبد الله بن عمرو، وابن السميفع، وابن يعمر، وأبو العالية: " أن يفرط " برفع الياء وكسر الراء. وقرأ عكرمة، وإبراهيم النخعي: " أن يفرط " بفتح الياء والراء. وقرأ أبو رجاء العطاردي، وابن محيصن: " أن يفرط " بضم الياء و فتح الراء. قال الزجاج: المعنى، أن يبادر بعقوبتنا، يقال: قد فرط منه أمر، أي: قد بدر; وقد أفرط في الشئ: إذا اشتط فيه; وفرط في الشئ: إذا قصر; ومعناه كله: التقدم في الشئ، لأن الفرط في اللغة: المتقدم، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: " أنا فرطكم على الحوض ".
قوله تعالى: * (أو أن يطغى) * فيه قولان:
أحدهما: يستعصي، قاله مقاتل. والثاني: يجاوز الحد في الإساءة إلينا. قال ابن زيد:
نخاف أن يعجل علينا قبل أن نبلغه كلامك وأمرك.
قوله تعالى: * (إنني معكما) * أي: بالنصرة والعون * (أسمع) * أقوالكم * (وأرى) * أفعالكم. قال الكلبي: أسمع جوابه لكما، وأرى ما يفعل بكما.
قوله تعالى: * (فأرسل معنا بني إسرائيل) * أي: خل عنهم (ولا تعذبهم) وكان يستعملهم في الأعمال الشاقة، * (قد جئناك بآية من ربك) * قال ابن عباس: هي العصا. قال مقاتل: أظهر اليد في مقام، والعصا في مقام.
قوله تعالى: * (والسلام على من اتبع الهدى) * قال مقاتل: على من آمن بالله. قال الزجاج: وليس يعني به التحية، وإنما معناه: أن من اتبع الهدى، سلم من عذاب الله وسخطه، والدليل على أنه ليس بسلام، أنه ليس بابتداء لقاء وخطاب.
قوله تعالى: * (على من كذب) * أي: بما جئنا به وأعرض عنه.
قال فمن ربكما يا موسى " 49 " قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى " 50 " قال فما بال القرون الأولى " 51 " قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى " 52 " الذي جعل