قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون " 88 " سيقولون لله قل فأنى تسحرون " 89 " قوله تعالى: * (أفلا تتقون) * فيه قولان.
أحدهما: تتقون عبادة غيره.
والثاني: تخشون عذابه. فأما الملكوت، فقد شرحناه في [سورة] الأنعام.
قوله تعالى: * (وهو يجير ولا يجار عليه) * أي: يمنع من السوء من شاء، ولا يمنع منه من أراده بسوء، يقال: أجرت فلانا: أي: حميته، وأجرت عليه: أي: حميت عنه.
قوله تعالى: * (فأنى تسحرون) * قال ابن قتيبة: أنى تخدعون وتصرفون عن هذا؟!.
بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون " 90 " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون " 91 " عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون " 92 " قوله تعالى: * (بل أتيناهم بالحق) * أي: بالتوحيد والقرآن * (وإنهم لكاذبون) * فيما يضيفون إلى الله من الولد والشريك; ثم نفاهما عنه بما بعد هذا إلى قوله: * (إذا لذهب كل إله بما خلق) * أي: لا نفرد بخلقه ولم يرض أن يضاف خلقه وإنعامه إلى غيره، ولمنع الإله الآخر عن الاستيلاء على ما خلق * (ولعلا بعضهم على بعض) * أي: غلب بعضهم بعضا.
قوله تعالى: * (عالم الغيب) * قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم:
" عالم " بالخفض. وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: " عالم " بالرفع. قال الأخفش: الجر أجود، ليكون الكلام من وجه واحد، والرفع، على أن يكون خبر ابتداء محذوف.
ويقويه أن الكلام الأول قد انقطع.
قل رب إما تريني ما يوعدون " 93 " رب فلا تجعلني في القوم الظالمين " 94 " وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون " 95 " إدفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون " 96 " وقل