فأما النزل فقيه قولان:
أحدهما: أنه ما يهيأ للضيف والعسكر، قاله ابن قتيبة.
والثاني: أنه المنزل، قاله الزجاج.
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا " 103 " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " 104 " أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " 105 " ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا " 106 " قوله تعالى: * (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) * فيهم قولان:
أحدهما: أنهم القسيسون والرهبان، قاله علي، والضحاك.
والثاني: اليهود والنصارى، قاله سعد بن أبي وقاص.
قوله تعالى: * (أعمالا) * منصوب على التمييز، لأنه لما قال: " بالأخسرين " كان ذلك مبهما لا يدل على ما خسروه، فبين ذلك في أي نوع وقع.
قوله تعالى: * (الذين ضل سعيهم) * أي: بطل عملهم واجتهادهم في الدنيا، وهم يظنون أنهم محسنون بأفعالهم، فرؤساؤهم يعلمون الصحيح، ويؤثرون الباطل لبقاء رئاستهم، وأتباعهم مقلدون بغير دليل. * (أولئك الذين كفروا بآيات ربهم) * جحدوا دلائل توحيده، وكفروا بالبعث والجزاء، وذلك أنهم بكفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن، صاروا كافرين بهذه الأشياء * (فحبطت أعمالهم) * أي: بطل اجتهادهم، لأنه خلا عن الإيمان * (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) * وقرأ ابن مسعود، والجحدري: " فلا يقيم " بالياء.
وفي معناه ثلاثة أقوال 6 أحدها: أنه إنما يثقل الميزان بالطاعة، وإنما توزن الحسنات والسيئات، والكافر لا طاعة له.
والثاني: أن المعنى: لا نقيم لهم قدرا. قال ابن الأعرابي في تفسير هذه الآية: يقال: ما لفلان عندنا وزن، أي: قدر، لخسته. فالمعنى: أنهم لا يعتد بهم، ولا يكون لهم عند الله قدر ولا منزلة. وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يؤتى بالرجل الطويل الأكول الشروب فلا يزن