من ذرية يعقوب. وزعم الكلبي أن آل يعقوب كانوا أخواله، وأنه ليس بيعقوب أبي يوسف. وقال مقاتل: هو يعقوب بن ماثان، وكان يعقوب هذا وعمران - أبو مريم - أخوين.
والصحيح: أنه لم يرد ميراث المال لوجوه:
أحدها: أنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة ".
والثاني: أنه لا يجوز أن يتأسف نبي الله على مصير ماله بعد موته إذا وصل إلى وراثه المستحق له شرعا.
والثالث: أنه لم يكن ذا مال. وقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زكريا كان نجارا.
قوله تعالى: * (واجعله رب رضيا) * قال اللغويون: أي: مرضيا، فصرف عن مفعول إلى فعيل، كما قالوا: مقتول وقتيل.
يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا " 7 " قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا " 8 " قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا " 9 " قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا " 10 " فخرج علي قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا " 11 " قوله تعالى: * (يا زكريا إنا نبشرك) * في الكلام إضمار، تقديره: فاستجاب الله له فقال " يا زكريا إنا نبشرك ". وقرأ حمزة: " نبشرك " بالتخفيف. وقد شرحنا هذا في [سورة] آل عمران.
قوله تعالى: * (لم نجعل له من قبل سميا) * فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: لم يسم يحيى قبله، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال عكرمة، وقتادة، وابن