هم لأماناتهم) * قرأ ابن كثير: " لأمانتهم " وهو اسم جنس، والمعنى: للأمانات التي ائتمنوا عليها، فتارة تكون الأمانة بين العبد وبين ربه، وتارة تكون بينه وبين جنسه، فعليه مراعاة الكل.
وكذلك العهد. ومعنى * (راعون) *: حافظون. قال الزجاج: وأصل الرعي في اللغة: القيام على إصلاح ما يتولاه الراعي من كل شئ.
قوله تعالى: * (على صلواتهم) * قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر:
" صلواتهم " على الجمع. وقرأ حمزة، والكسائي: " صلاتهم " على التوحيد، وهو اسم جنس.
والمحافظة على الصلوات: أداؤها في أوقاتها.
قوله تعالى: * (أولئك هم الوارثون) * ذكر السدي عن أشياخه أن الله تعالى يرفع للكفار الجنة، فينظرون إلى بيوتهم فيها لو أنهم أطاعوا، ثم تقسم بين المؤمنين فيرثونهم، فذلك قوله:
" أولئك هم الوارثون ". وقد شرحنا هذا في الأعراف عند قوله: * (أورثتموها) *، وشرحنا معنى الفردوس في الكهف.
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين " 12 " ثم جعلناه نطفة في قرار مكين " 13 " ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين " 14 " ثم إنكم بعد ذلك لميتون " 15 " ثم إنكم يوم القيامة تبعثون " 16 " قوله تعالى: * (ولقد خلقنا الإنسان) * فيه قولان:
أحدهما: أنه آدم عليه السلام. وإنما قيل: " من سلالة " لأنه استل من كل الأرض، هذا مذهب سلمان الفارسي، وابن عباس في رواية، وقتادة.
والثاني: أنه ابن آدم، والسلالة: النطفة استلت من الطين، والطين: آدم عليه السلام، قاله أبو صالح عن ابن عباس. قال الزجاج: والسلالة: فعالة، وهي القليل مما ينسل، وكل مبني على " فعالة " يراد به القليل، من ذلك: الفضالة، والنخالة، والقلامة.
قوله تعالى: * (ثم جعلناه) * يعني: ابن آدم * (نطفة في قرار) * وهو الرحم * (مكين) * أي: