كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس " وذكر باقي الحديث; وقد ذكرت هذا الحديث بطوله وأشباهه في كتاب " الحدائق " فكرهت التطويل هاهنا.
قوله تعالى: * (قال هذا رحمة من ربي) * لما فرغ ذو القرنين من بنيانه قال هذا. وفيما أشار إليه قولان:
أحدهما: أنه الردم، قاله مقاتل; قال: فالمعنى: هذا نعمة من ربي على المسلمين لئلا يخرجوا إليهم.
والثاني: أنه التمكين الذي أدرك به عمل السد، قاله [الزجاج].
قوله تعالى: * (فإذا جاء وعد ربي) * فيه قولان:
أحدهما: القيامة.
والثاني: وعده لخروج يأجوج ومأجوج.
قوله تعالى: * (جعله دكا) * قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: " دكا " منونا غير مهموز ولا ممدود. وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: " دكاء ممدودة " مهموزة بلا تنوين. وقد شرحنا معنى الكلمة في [سورة] الأعراف.
قوله تعالى: * (وكان وعد ربي حقا) * أي: بالثواب والعقاب.
وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا " 99 " وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا " 100 " الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا " 101 " قوله تعالى: * (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) * في المشار إليهم ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم يأجوج ومأجوج. ثم في المراد ب " يومئذ " قولان:
أحدهما: أنه يوم انقضى أمر السد، تركوا يموج بعضهم في بعض من ورائه مختلطين لكثرتهم; وقيل: ماجوا متعجبين من السد. والثاني: أنه يوم يخرجون من السد تركوا يموج بعضهم في بعض.