الجوني: " كتب " بفتح الكاف " أنه " بفتح الهمزة " فإنه " بكسر الهمزة وقرأ أبو مجلز، وأبو العالية، وابن أبي ليلى، والضحاك، وابن يعمر: " إنه " فإنه " بكسر الهمزة فيهما. وقد بينا معنى " السعير " في سورة النساء.
أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج " 5 " ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيى الموتى وأنه على كل شئ قدير " 6 " وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور " 7 " قوله تعالى: * (يا أيها الناس) * يعني: أهل مكة * (إن كنتم في ريب من البعث) * أي: في شك من القيامة * (فإنا خلقناكم من تراب) * يعني: خلق آدم * (ثم من نطفة) * يعني: خلق ولده، والمعنى: إن شككتم في بعثكم فتدبروا أمر خلقكم وابتدائكم، فإنكم لا تجدون في القدرة فرقا بين الابتداء والإعادة. فأما النطفة، فهي المني. والعلقة: دم عبيط جامد. وقيل: سميت علقة لرطوبتها وتعلقها بما تمر به، فإذا جفت فليست علقة. والمضغة: لحمة صغيرة. قال ابن قتيبة:
وسميت بذلك، لأنه بقدر ما يمضغ، كما قيل: غرفة لقدر ما يغرف.
قوله تعالى: * (مخلقة وغير مخلقة) * فيه خمسة أقوال:
أحدها: أن المخلقة: ما خلق سويا، وغير المخلقة: ما ألقته الأرحام من النطف، وهو دم قبل أن يكون خلقا، قاله ابن مسعود.
والثاني: أن المخلقة: ما أكمل خلقه بنفخ الروح فيه، وهو الذي يولد حيا لتمام، وغير المخلقة: ما سقط غير حي لم يكمل خلقه بنفخ الروح فيه، هذا معنى قول ابن عباس.
والثالث: أن المخلقة: المصورة، وغير المخلقة: غير مصورة، قاله الحسن.