قوله تعالى: * (ثم قتلوا) * وقرأ ابن عامر: " قتلوا " بالتشديد قوله تعالى: * (ليدخلنهم مدخلا) * وقرأ نافع بفتح الميم * (يرضونه) * يعني: الجنة. والمدخل يجوز أن يكون مصدرا، فيكون المعنى:
ليدخلنهم إدخالا يكرمون فيرضونه; ويجوز أن يكون بمعنى المكان. و " مدخلا " بفتح الميم على تقدير: فيدخلون مدخلا. * (وإن الله لعليم) * بنياتهم * (حليم) * عنهم.
ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور " 60 " ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير " 61 " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير " 62 " قوله تعالى: * (ذلك) * قال الزجاج: المعنى: الأمر ذلك، أي: الأمر ما قصصنا عليكم * (ومن عاقب بمثل ما عوقب به) * والعقوبة: الجزاء; والأول ليس بعقوبة، ولكنه سمي عقوبة، لاستواء الفعلين في جنس المكروه، كقوله: * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * لما كانت المجازاة إساءة بالمفعول به سميت سيئة، ومثله * (الله يستهزئ بهم) * قاله الحسن، ومعنى الآية: من قاتل المشركين كما قاتلوه * (ثم بغي عليه) * أي: ظلم بإخراجه عن منزله. وزعم مقاتل أن سبب نزول هذه الآية أن مشركي مكة لقوا المسلمين لليلة بقيت من المحرم، فقاتلوهم، فناشدهم المسلمون أن لا يقاتلوا في الشهر الحرام، فأبوا إلا القتال، فثبت المسلمون، ونصرهم الله على المشركين، ووقع في نفوس المسلمين من القتال في الشهر الحرام، فنزلت هذه الآية، وقال: * (إن الله لعفو) * عنهم * (غفور) * لقتالهم في الشهر الحرام.
قوله تعالى: * (يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل وأن الله سميع) * لدعاء المؤمنين * (بصير) * بهم حيث جعل فيهم الإيمان والتقوى، * (ذلك) * الذي فعل من نصر المؤمنين * (بإذن الله هو الحق) * أي: هو الإله الحق * (وأن ما يدعون) * قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: " يدعون " بالياء. وقرأ نافع، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: بالتاء، والمعنى:
وأن ما يعبدون * (من دونه هو الباطل) *.