وذلك أنها ترتفع عن النبات إذا ظهر، فهو معنى قوله تعالى * (وربت) * أي ارتفعت وزادت.
وقال المبرد: أراد: اهتز نباتها وربا، فحذف المضاف. قال الفراء: وقرأ أبو جعفر المدني:
" وربأت " بهمزة مفتوحة بعد الباء. فإن كان ذهب إلى الربيئة الذي يحرس القوم، أي: أنه يرتفع، وإلا، فهو غلط.
قوله تعالى: * (وأنبتت من كل زوج بهيج) * قال ابن قتيبة: من كل جنس حسن يبهج، أي:
يسر، وهو فعيل في معنى فاعل.
قوله تعالى: * (ذلك) * قال الزجاج: المعنى: الأمر ذلك كما وصف لكم. والأجود أن يكون موضع " ذلك " رفعا، ويجوز أن يكون نصبا على معنى: فعل الله ذلك بأنه هو الحق.
قوله تعالى: * (وأن الساعة) * أي: ولتعلموا أن الساعة * (آتية) *.
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى وكتاب منير " 8 " ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيام عذاب الحريق " 9 " ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد " 10 " قوله تعالى: * (ومن الناس من يجادل) * قد سبق بيانه. وهذا مما نزل في النضر أيضا.
* (والهدى) *: البيان والبرهان.
قوله تعالى: * (ثاني عطفه) * العطف: الجانب. وعطفا الرجل: جانباه عن يمين وشمال، وهذا الموضع الذي يعطفه الإنسان ويلويه عند إعراضه عن المشي. قال الزجاج: " ثاني " منصوب على الحال، ومعناه: التنوين، معناه: ثانيا عطفه. وجاء في التفسير: أن معناه: لاويا عنقه، وهذا يوصف به المتكبر، والمعنى: ومن الناس من يجادل بغير علم متكبرا.
قوله تعالى: * (ليضل) * أي: ليصير أمره إلى الضلال، فكأنه وإن لم يقدر أنه يضل، فإن أمره يصير إلى ذلك، * (له في الدنيا خزي) * وهو ما أصابه يوم بدر، وذلك أنه قتل. وما بعد هذا قد سبق تفسيره إلى قوله [تعالى]: * (ومن الناس من يعبد الله على حرف) * وفي سبب نزول هذه الآية قولان:
أحدهما: أن ناسا من العرب كان يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون: نحن على دينك، فإن أصابوا معيشة، ونتجت خيلهم، وولدت نساؤهم، الغلمان اطمأنوا وقال: هذا دين حق، وإن لم يجر