يستعففن) * فلا يضعن تلك الثياب * (خير لهن) *، قال ابن قتيبة: والعرب تقول: امرأة واضع:
إذا كبرت فوضعت الخمار، ولا يكن هذا إلا في الهرمة. قال القاضي أبو يعلى: وفي هذه الآية دلالة على أنه يباح للعجوز كشف وجهها ويديها بين يدي الرجال، وأما شعرها، فيحرم النظر إليه كشعر الشابة.
ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون " 61 " قوله تعالى: * (ليس على الأعمى حرج) * في سبب نزولها خمسة أقوال:
أحدها: أنه لما نزل قوله تعالى: * (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) * تحرج المسلمون عن مؤاكلة المرضى والزمني والعمي والعرج، وقالوا: الطعام أفضل الأموال، وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب، والمريض لا يستوفي الطعام، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
والثاني: أن ناسا كانوا إذا خرجوا مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم، وكانوا يأمرونهم أن يأكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا، فكانوا يتقون أن يأكلوا منها، ويقولون: نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة، فنزلت هذه الآية، قاله سعيد بن المسيب.
والثالث: أن العرجان والعميان كانوا يمتنعون عن مؤاكلة الأصحاء، لأن الناس يتقذرونهم، فنزلت هذه الآية، قاله سعيد بن جبير، والضحاك.
والرابع: أن قوما من أصحاب رسول الله [صلى الله عليه وسلم] كانوا إذا لم يكن عندهم ما يطعمون المريض