أي: تسرع. وقال ابن قتيبة: " تلقونه " أي: تقبلونه، ومن قرأ: " تلقونه " أخذه من الولق، وهو الكذب.
قوله تعالى: * (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم) * أي: من غير أن تعلموا أنه حق * (وتحسبونه) * يعني: ذلك القذف * (هينا) * أي: سهلا لا إثم فيه * (وهو عند الله عظيم) * في الوزر.
ثم زاد عليهم في الإنكار وقال: * (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا) * أي: ما يحل وما ينبغي لنا * (أن نتكلم بهذا سبحانك) * وهو يحتمل التنزيه والتعجب. وروت عائشة أن امرأة أبي أيوب الأنصاري قالت له: ألم تسمع ما يتحدث الناس؟! فقال " ما يكون لنا أن نتكلم بهذا.. " الآية، فنزلت الآية، وقد روينا آنفا أن أمه ذكرت له ذلك، فنزلت الآية المتقدمة، وروي عن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ذلك قال: سبحانك هذا بهتان عظيم، فقيل للناس: هلا قلتم كما قال سعد؟!
قوله تعالى: * (الله) * أي: ينهاكم الله * (أن تعودوا لمثله) * أي: إلى مثله * (إن كنتم مؤمنين) * لأن من شرط الإيمان ترك قذف المحصنة. * (ويبين الله لكم الآيات) * في الأمر والنهى.
ثم هدد القاذفين بقوله تعالى: * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) * أي: يحبون أن يفشو القذف بالفاحشة، وهو الزنا * (في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا) * يعني: الجلد * (والآخرة) * عذاب النار. وروت عمرة عن عائشة قالت: لما نزل عذري قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] على المنبر، فذكر ذلك، وتلا القرآن، فلما نزل أمر برجلين وامرأة، فضربوا حدهم. وروى أبو صالح عن ابن عباس أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] جلد عبد الله بن أبي، ومسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة، فأما الثلاثة فتابوا، وأما عبد الله فمات منافقا; وبعض العلماء ينكر صحة هذا، ويقول: لم يضرب أحدا.
قوله تعالى: * (والله يعلم) * شر ما خضتم فيه وما يتضمن من سخط الله * (وأنتم لا تعلمون) * ذلك، * (ولولا فضل الله عليكم) * جوابه محذوف، تقديره: لعاقبكم فيما قلتم لعائشة. قال ابن عباس: يريد: مسطحا، وحسان، وحمنة.
يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم " 21 "