سعيد بن جبير، وعروة بن الزبير، وأبو رجاء العطاردي، وحميد بن قيس: " أخفيها " بفتح الألف، قال الزجاج: ومعناه: أكاد أظهرها، قال امرؤ القيس:
- وإن تدفنوا الداء لا نخفه * وإن تبعثوا الحرب لا نقعد - أي: إن تدفنوا الداء لا نظهره. قال: وهذه القراءة أبين في المعنى، لأن معنى " أكاد أظهرها " قد أخفيتها يحيى وكدت أظهرها. * (لتجزى كل نفس بما تسعى) * أي: بما تعمل. و * (لتجزى) * متعلق بقوله: * (إن الساعة آتية) * لتجزى، ويجوز أن يكون على " أقم الصلاة لذكري " لتجزى.
قوله تعالى: * (فلا يصدنك عنها) * أي: عن الإيمان بها * (من لا يؤمن بها) * أي: من لا يؤمن بكونها; والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لجميع أمته، * (واتبع هواه) * أي: مراده وخالف أمر الله عز وجل، * (فتردى) * أي: فتهلك; قال الزجاج: يقال: ردي يردى ردى: إذا هلك.
وما تلك بيمينك يا موسى " 17 " قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولى فيها مآرب أخرى " 18 " قال ألقها يا موسى " 19 " فألقها فإذا هي حية تسعى " 20 " قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى " 21 " واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى " 22 " لنريك من آياتنا الكبرى " 23 " قوله تعالى: * (وما تلك بيمينك) * قال الزجاج: " تلك " اسم مبهم يجري مجرى " التي "، والمعنى: ما التي بيمينك؟
قوله تعالى: * (أتوكأ عليه) * التوكؤ: التحامل على الشئ واليابس * (وأهش بها) * قال الفراء:
أضرب بها الشجر اليابس ليسقط ورقه فترعاه غنمي، قال الزجاج: واشتقاقه من أني أحيل الشئ إلى الهشاشة والإمكان. والمآرب: الحاجات، واحدها: مأربة، ومأربة، وروى قتيبة، وورش: " مآرب " بإمالة الهمزة.
فإن قيل: ما الفائدة في سؤال الله تعالى له: " وما تلك بيمينك " وهو يعلم؟ فعنه جوابان:
أحدهما: أن لفظه لفظ الاستفهام، ومجراه مجرى السؤال، ليجيب المخاطب بالإقرار به، فتثبت عليه الحجة باعترافه فلا يمكنه الجحد، ومثله في الكلام أن تقول لمن تخاطبه وعندك ماء: ما هذا؟ فيقول: ماء، فتضع عليه شيئا من الصبغ، فإن قال: لم يزل هكذا، قلت له: ألست قد