مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم " 26 " قوله تعالى: * (الخبيثات للخبيثين) * فيه أربعة أقوال:
أحدها: الكلمات الخبيثات لا يتكلم بها إلا الخبيث من الرجال والنساء، والكلمات الطيبات لا يتكلم بها إلا الطيبون من الرجال والنساء.
والثاني: الكلمات الخبيثات إنما تلصق بالخبيثين من الرجال والنساء، فأما الطيبات والطيبون، فلا يصلح أن يقال في حقهم إلا الطيبات.
والثالث: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال.
والرابع: الخبيثات من الأعمال للخبيثين من الناس، والخبيثون من الناس للخبيثات من الأعمال، وكذلك الطيبات قوله تعالى: * (أولئك) * يعني: عائشة وصفوان * (مبرؤون) * أي: منزهون * (مما يقولون) * من الفرية * (لهم مغفرة) * لذنوبهم * (ورزق كريم) * في الجنة.
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون " 27 " فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم " 28 " ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون " 29 " قوله تعالى: * (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم) * ذكر أهل التفسير أن سبب نزولها أن امرأة من الأنصار جاءت إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فقالت: يا رسول الله، إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد، فلا يزال يدخل علي رجل من أهلي، فنزلت هذه الآية; فقال أبو بكر بعد نزولها: يا رسول الله، أفرأيت الخانات والمساكن التي ليس فيها ساكن، فنزل قوله تعالى: * (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة..) * الآية. ومعنى قوله تعالى: * (لا تدخلوا بيوتا غير