أحدهما: أنه مخرج الولد، والمعنى منعته مما لا يحل. وإنما وصفت بالعفاف لأنها قذفت بالزنا.
والثاني: أنه جيب درعها. ومعنى الفرج في اللغة: كل فرجة بين شيئين، وموضع جيب درع المرأة مشقوق، فهو يسمى فرجا. وهذا أبلغ في الثناء عليها، لأنها إذا منعت جيب درعها، فهي لنفسها أمنع.
قوله تعالى: * (فنفخنا فيها) * أي: أمرنا جبريل، فنفخ في درعها، فأجرينا فيها روح عيسى كما تجري الريح بالنفخ. وأضاف الروح إليه إضافة الملك، للتشريف والتخصيص * (وجعلناها وابنها آية) * قال الزجاج: لما كان شأنهما واحدا، كانت الآية فيهما آية واحدة، وهي ولادة من غير فحل.
وقرأ ابن مسعود وابن أبي عبلة: " آيتين " على التثنية.
قوله تعالى: * (إن هذه أمتكم) * قال ابن عباس: المراد بالأمة هاهنا: الدين وفي المشار إليهم قولان:
أحدهما: أنهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو معنى قول مقاتل.
والثاني: أنهم الأنبياء عليهم السلام، قاله أبو سليمان الدمشقي. ثم ذكر أهل الكتاب، فذمهم بالاختلاف، فقال [تعالى]: * (وتقطعوا أمرهم بينهم) * أي: اختلفوا في الدين، * (فمن يعمل من الصالحات) * أي: شيئا من الفرائض وأعمال البر * (فلا كفران لسعيه) * أي: لا نجحد ما عمل، قاله ابن قتيبة، والمعنى: أنه يقبل منه، ويثاب عليه * (وإنا له كاتبون) * ذلك، بأمر الحفظة أن يكتبوه ليجازيه به.
وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون " 93 " فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون " 94 " وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون " 95 " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون " 96 " واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين " 97 " إنكم وما