وفيمن أراد بنفره ثلاثة أقوال:
أحدها: عبيده، قاله ابن عباس.
والثاني: ولده، قاله مقاتل.
والثالث: عشيرته ورهطه، قاله أبو سليمان.
قوله تعالى: * (ودخل جنته) * يعني: الكافر * (وهو ظالم لنفسه) * بالكفر; وكان قد أخذ بيد أخيه فأدخله معه: * (قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا) * أنكر فناء الدنيا، وفناء جنته، وأنكر البعث والجزاء بقوله تعالى: * (وما أظن الساعة قائمة) * وهذا شك منه في البعث، ثم قال: * (ولئن رددت إلى ربي) * أي: كما تزعم أنت. قال ابن عباس: يقول إن كان البعث حقا * (لأجدن خيرا منها) * قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي: " خير منها "، وكذلك هي في مصاحف أهل البصرة والكوفة.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر: " خيرا منهما " بزيادة ميم على التثنية، وكذلك هي في مصاحف أهل مكة والمدينة والشام. قال أبو علي: الإفراد أولى، لأنه أقرب إلى الجنة المفردة في قوله:
* (ودخل جنته) *، والتثنية لا تمتنع، لتقدم ذكر الجنتين.
قوله تعالى: * (منقلبا) * أي: كما أعطاني هذا في الدنيا، سيعطيني في الآخرة أفضل منه.
قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا " 37 " لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا " 38 " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا " 39 " فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا " 40 " أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا " 41 " قوله تعالى: * (قال له صاحبه) * يعني: المؤمن * (وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب) * يعني: خلق أباك آدم * (ثم من نطفة) * يعني: ما أنشئ هو منه، فلما شك في البعث كان كافرا.
قوله تعالى: * (لكنا هو الله ربي) * قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وقالون عن نافع: * (لكن هو الله ربي) *، بإسقاط الألف في الوصل، وإثباتها في الوقف. وقرأ نافع في رواية المسيبي بإثبات الألف وصلا ووقفا. وأثبت الألف ابن عامر في الحالين. وقرأ أبو رجاء: