والعزيمة على الشئ، تقول: أجمعت على الخروج، وأجمعت الخروج، تريد: أزمعت، قال الشاعر:
- يا ليت شعري والمنى لا تنفع * هل أغدون يوما وأمري مجمع - يريد: قد أحكم وعزم عليه. وقرأ أبو عمرو: " فاجمعوا " بفتح الميم من " جمعت "، يريد: لا تدعوا من كيدكم شيئا إلا جئتم به. فأما كيدهم، فالمراد به: سحرهم، ومكرهم.
قوله تعالى: * (ثم ائتوا صفا) * أي: مصطفين مجتمعين، ليكون أنظم لأموركم، وأشد لهيبتكم. قال أبو عبيدة: " صفا " أي: صفوفا. وقال ابن قتيبة: " صفا " بمعنى: جمعا. قال الحسن: كانوا خمسة وعشرين صفا، كل ألف ساحر صف.
قوله تعالى: * (وقد أفلح من استعلى) * قال ابن عباس: فاز من غلب.
قالوا يا موسى إما أن تلقي وأما أن نكون أول من ألقى " 65 " قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى " 66 " فأوجس في نفسه خيفة موسى " 67 " قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى " 68 " وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى " 69 " فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى " 70 " قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى " 71 " قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا " 72 " إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى " 72 " قوله تعالى: * (بل ألقوا) * قال ابن الأنباري: دخلت * (بل) * لمعنى: جحد في الآية الأولى، لأن الآية إذا تؤملت وجدت مشتملة على: إما أن تلقي، وإما أن لا تلقي.
قوله تعالى: * (وعصيهم) * قرأ الحسن، وأبو رجاء العطاردي، وأبو عمران الجوني، وأبو