قوله تعالى: * (وجعلني مباركا أينما كنت) * روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال: " نفاعا حيثما توجهت " وقال مجاهد: معلما للخير.
وفي المراد " بالزكاة " قولان:
أحدهما: زكاة الأموال، قاله ابن السائب.
والثاني: الطهارة: قاله الزجاج.
قوله تعالى: * (وبرا بوالدتي) * قال ابن عباس: لما قال هذا، ولم يقل: " بوالدي " علموا أنه ولد من غير بشر.
قوله تعالى: * (ولم يجعلني جبارا) * أي: متعظما * (شقيا) * عاصيا لربه * (والسلام علي يوم ولدت) * قال المفسرون: السلامة علي من الله يوم ولدت حتى لم يضرني شيطان. وقد سبق تفسير الآية.
فإن قيل: لم ذكر هاهنا " السلام " بألف ولام، وذكره في قصة يحيى بلا ألف ولام؟ فعنه جوابان:
أحدهما: أنه لما جرى ذكر السلام قبل هذا الموضع بغير ألف ولام، كان الأحسن أن يرد ثانية بألف ولام، هذا قول الزجاج.
وقد اعترض على هذا القول، فقيل: كيف يجوز أن يعطف هذا وهو قول عيسى، على الأول وهو قول الله عز وجل؟!
وقد أجاب عنه ابن الأنباري فقال: عيسى إنما يتعلم من ربه، فيجوز أن يكون سمع قول الله في يحيى، فبنى عليه وألصقه بنفسه، ويجوز أن يكون الله عز وجل عرف السلام الثاني لأنه أتى بعد سلام قد ذكره، وأجراه عليه غير قاصد به اتباع اللفظ المحكي، لأن المتكلم، له أن يغير بعض الكلام الذي يحكيه، فيقول: قال عبد الله: أنا رجل منصف، يريد: قال لي عبد الله: أنت رجل منصف.
والجواب الثاني: أن سلاما والسلام لغتان بمعنى واحد، ذكره ابن الأنباري.
ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون " 34 " ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه