أصحابنا. قال الزجاج: " غير " صفة للتابعين. وفيه دليل على أن قوله: * (أو ما ملكت أيمانهن) * معناه: * (غير أولي الأربعة من الرجال) * والمعنى: ولا يبدين زينتهن لمماليكهن، ولا لتباعهن، إلا أن يكونوا غير أولي الإربة، والإربة: الحاجة، ومعناه: غير ذوي الحاجات إلى النساء.
قوله تعالى: * (أو الطفل) * قال ابن قتيبة: يريد الأطفال، بدليل قوله تعالى: * (لم يظهروا على عورات النساء) * أي: لم يعرفوها.
قوله تعالى: * (ولا يضربن بأرجلهن) * أي: بإحدى الرجلين على الأخرى ليضرب الخلخال الخلخال فيعلم أن عليها خلخالين.
وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " 32 " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم " 33 " ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين " 34 " [قوله تعالى]: * (وأنكحوا الأيامى) * وهم الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء، يقال:
رجل أيم وامرأة أيم، ورجل أرمل وامرأة أرملة، ورجل بكر وامرأة بكر: إذا لم يتزوجا، وامرأة ثيب ورجل ثيب: إذا كانا قد تزوجا، * (والصالحين من عبادكم) * أي: من عبيدكم، يقال: عبد وعباد وعبيد، كما يقال: كلب وكلاب وكليب. وقرأ الحسن، ومعاذ القارئ: " من عبيدكم ".
قال المفسرون: والمراد بالآية الندب. ومعنى الصلاح هاهنا: الإيمان. والمراد بالعباد:
المملوكون، فالمعنى: زوجوا المؤمنين من عبيدكم وولائدكم. ثم رجع إلى الأحرار فقال: * (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) * فأخبرهم أن النكاح سبب لنفي الفقر.
قوله تعالى: * (وليستعفف الذين لا يجحدون نكاحا) * أي: وليطلب العفة عن الزنا والحرام من لا يجد ما ينكح به من صداق ونفقة. وقد روى ابن مسعود عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أنه قال: " يا