ولعن علي، ثم قال: إن هذا الأمير قد أبى إلا أن ألعن عليا، فالعنوه، لعنه الله. وامتحنت الخوارج رجلا من الشيعة، فجعل يقول: أنا من علي ومن عثمان برئ. وخطب رجل امرأة وتحته أخرى، فقالوا: لا نزوجك حتى تطلق امرأتك! فقال: اشهدوا أني قد طلقت ثلاثا، فزوجوه، فأقام مع المرأة الأولى، فادعوا أنه قد طلق، فقال: أما تعلمون أنه كان تحتي فلانة فطلقتها، ثم فلانة فطلقتها؟
قالوا: بلى، قال: فقد طلقت ثلاثا - وحكي أن رجلا عثر به الطائف ليلة، فقال له: من أنت؟ فقال:
- أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره * وإن نزلت يوما فسوف تعود - - ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره * فمنهم قيام حولها وقعود - فظن الطائف أنه ابن بعض الأشراف البصرة، فلما أصبح سأل عنه، فإذا هو ابن باقلائي.
ومثل هذا كثير.
فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون " 64 " ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون " 65 " قال أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئا ولا يضركم " 66 " أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون " 67 " قوله تعالى: * (فرجعوا إلى أنفسهم) * فيه قولان:
أحدهما: رجع بعضهم إلى بعض.
والثاني: رجع كل منهم إلى نفسه متفكرا.
قوله تعالى: * (فقالوا إنكم أنتم الظالمون) * فيه خمسة أقوال:
أحدها: حين عبدتم من لا يتكلم، قاله ابن عباس.
والثاني: حين تتركون آلهتكم وحدها، وتذهبون، قاله وهب بن منبه.
والثالث: في عبادة هذه الأصاغر مع هذا الكبير، روي عن وهب أيضا.
والرابع: لإبراهيم حين اتهمتموه والفأس في يد كبير الأصنام، قاله ابن إسحاق، ومقاتل.
والخامس: أنتم ظالمون لإبراهيم حين سألتموه، وهذه أصنامكم حاضرة، فاسألوها، ذكره ابن جرير.
قوله تعالى: * (ثم نكسوا على رؤوسهم) * وقرأ أبو رزين العقيلي، وابن أبي عبلة، وأبو حيوة:
" نكسوا " برفع النون وكسر الكاف مشددة. وقرأ سعيد بن جبير، وابن يعمر، وعاصم الجحدري: