والثاني: أنها بيت المقدس، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال قتادة. وعن الحسن كالقولين.
والثالث: أنها الرملة من أرض فلسطين، قاله أبو هريرة.
والرابع: مصر، قاله وهب بن منبه، وابن زيد، وابن السائب.
فأما السبب الذي لأجله أويا إلى الربوة، فقال أبو صالح عن ابن عباس: فرت مريم بابنها عيسى من ملكهم، ثم رجعت إلى أهلها بعد اثنتي عشرة سنة. قال وهب بن منبه: وكان الملك أراد قتل عيسى.
يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم " 51 " وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون " 52 " فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون " 53 " فذرهم في غمرتهم حتى حين " 54 " أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين " 55 " نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون " 56 " قوله تعالى: * (يا أيها الرسل) * قال ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة في آخرين: يعني بالرسل هاهنا محمدا صلى الله عليه وسلم وحده، وهو مذهب العرب في مخاطبة الواحد خطاب الجميع، ويتضمن هذا أن الرسل جميعا كذا أمروا، وإلى هذا المعنى ذهب ابن قتيبة، والزجاج، والمراد بالطيبات:
الحلال. قال عمرو بن شرحبيل: كان عيسى عليه السلام يأكل من غزل أمه.
قوله تعالى: * (وأن هذه أمتكم) * قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: " وأن " بالفتح وتشديد النون. وافق ابن عامر في فتح الألف، لكنه سكن النون. وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: " وإن " بكسر الألف وتشديد النون. قال الفراء: من فتح، عطف على قوله: " إني بما تعملون عليم " وبأن هذه أمتكم، فموضعها خفض لأنها مردودة على " ما "، وإن شئت كانت منصوبة بفعل مضمر، كأنك قلت: واعلموا هذا; ومن كسر استأنف. قال أبو علي الفارسي: وأما ابن عامر، فإنه خفف النون المشددة، وإذا خففت تعلق بها ما يتعلق بالمشددة. وقد شرحنا معنى الآية والتي بعدها في الأنبياء إلى قوله: * (زبرا) * وقرأ ابن عباس، وأبو عمران الجوني: " زبرا " برفع الزاي وفتح الباء. وقرأ أبو