بالقحط سبع سنين، قيل لهم: " ادعوا الذين زعمتم "، قاله مقاتل، والمعنى: قل ادعوا الذين زعمتم أنهم آلهة، * (فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) * له إلى غيركم.
قوله تعالى: * (أولئك الذين يدعون) * في المشار إليهم ب * (أولئك) * ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم الجن الذين أسلموا.
والثاني: الملائكة، وقد سبق بيان القولين.
والثالث: أنهم المسيح، وعزير، والملائكة! والشمس، والقمر، قاله ابن عباس. وفى معنى " يدعون " قولان:
أحدهما: يعبدون، أي: يدعونهم آلهة، وهذا قول الأكثرين.
والثاني: أنه بمعنى يتضرعون إلى الله في طلب الوسيلة. وعلى هذا يكون قوله [تعالى]:
" يدعون " راجعا إلى " أولئك "، ويكون قوله: " يبتغون " تماما للكلام. وعلى القول الأول: يكون " يدعون " راجعا إلى المشركين، ويكون قوله: " يبتغون " وصفا ل " أولئك " مستأنفا. وقرأ ابن مسعود، وابن عباس، وأبو عبد الرحمن: " تدعون " بالتاء. قال ابن الأنباري: فعلى هذا، الفعل مردود إلى قوله [تعالى]: * (فلا يملكون كشف الضر عنكم) * ومن قرأ " يدعون " بالياء، قال: العرب تنصرف من الخطاب إلى الغيبة إذا أمن اللبس. ومعنى " يدعون ": يدعونهم آلهة. وقد فسرنا معنى " الوسيلة " في المائدة.
وفي قوله [تعالى]: * (أيهم أقرب) * قولان: ذكرهما الزجاج.
أحدهما: أن يكون " أيهم " مرفوعا بالابتداء، وخبره أقرب إليه فيتوسلون إلى الله به.
والثاني: أن يكون " أيهم أقرب " بدلا من الواو في " يبتغون "، فيكون المعنى: يبتغي أيهم هو أقرب الوسيلة إلى الله، أي: يتقرب إليه بالعمل الصالح.
وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا " 58 " قوله تعالى: * (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها) * " إن " بمعنى " ما "، والقرية الصالحة هلاكها بالموت، والعاصية بالعذاب، والكتاب: اللوح المحفوظ، والمسطور: المكتوب.