لمن خلقته للشر وأجريته على يديه، رواه عطاء عن ابن عباس. قال ابن الأنباري: فسمي كنزا من جهة الذهب، وجعل اسمه هو المغلب.
والثالث: كنز علم، رواه العوفي عن ابن عباس. وقال مجاهد: صحف فيها علم وبه قال سعيد بن جبير، والسدي. قال ابن الأنباري: فيكون المعنى على هذا القول: كان تحته مثل الكنز، لأنه يتعجل من نفعه أفضل مما ينال من الأموال. قال الزجاج: والمعروف في اللغة: أن الكنز إذا أفرد، فمعناه: المال المدفون المدخر، فإذا لم يكن المال، قيل: عنده كنز علم، وله كنز فهم، والكنز هاهنا بالمال أشبه، وجائز أن يكون الكنز كان مالا، مكتوب فيه علم، على ما روي، فهو مال وعلم عظيم.
قوله تعالى: * (وكان أبوهما صالحا) * قال ابن عباس: حفظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر منهما صلاحا. وقال جعفر بن محمد: كان بينهما وبين ذلك الأب الصالح سبعة آباء. وقال مقاتل: كان أبوهما ذا أمانة.
قوله تعالى: * (فأراد ربك) * قال ابن الأنباري: لما كان قوله: " فأردت " " وأردنا " كل واحد منهما يصلح أن يكون خبرا عن الله عز وجل، وعن الخضر، أتبعهما بما يحصر الإرادة عليه، ويزيلها عن غيره، ويكشف البغية من اللفظتين الأولين. وإنما قال: " فأردت " " فأردنا " " فأراد ربك "، لأن العرب تؤثر اختلاف الكلام على اتفاقه مع تساوي المعاني، لأنه أعذب على الألسن، وأحسن موقعا في الأسماع، فيقول الرجل: قال لي فلان كذا، وأنبأني بما كان، وخبرني بما نال. فأما " الأشد " فقد سبق ذكره في مواضع. ولو أن الخضر لم يقل الحائط لنقض وأخذ ذلك الكنز قبل بلوغهما.
قوله تعالى: * (رحمة من ربك) * أي: رحمهما الله بذلك. * (وما فعلته عن أمري) * قال قتادة: كان عبدا مأمورا.
فأما قوله: * (تسطع) * فان " استطاع " و " اسطاع " بمعنى واحد ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا " 83 " إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا " 84 " فأتبع سببا " 85 " حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا " 86 " قال