والآخرة للمتقين خاصة. * (انظر) * يا محمد * (كيف فضلنا بعضهم على بعض) * وفيما وفضلوا فيه قولان:
أحدهما: الرزق، منهم مقل، ومنهم مكثر.
والثاني: الرزق والعمل، فمنهم موفق لعمل صالح، ومنهم ممنوع من ذلك.
قوله تعالى: * (لا تجعل مع الله إلها آخر) * الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى عام لجميع المكلفين. والمخذول: الذي لا ناصر له، والخذلان: ترك العون. قال مقاتل: نزلت حين دعوا رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إلى ملة آبائه.
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما " 23 " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " 24 " ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا " 25 " قوله تعالى: * (وقضى ربك) * روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أمر ربك. ونقل عنه الضحاك أنه قال: إنما هي " ووصى ربك " فالتصقت إحدى الواوين ب " الصاد "، وكذلك قرأ أبي بن كعب، وأبو المتوكل، وسعيد بن جبير: " ووصى "، وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإجماع، فلا يلتفت إليه. وقرأ أبو عمران، وعاصم الجحدري، ومعاذ القارئ: " وقضاء ربك " بقاف وضاد بالمد والهمز والرفع وخفض اسم الرب. قال ابن الأنباري: هذا القضاء ليس من باب الحتم والوجوب، لكنه من باب الأمر والفرض، وأصل القضاء في اللغة: قطع الشئ بإحكام وإتقان، قال الشاعر يرثي عمر:
- قضيت أمورا ثم غادرت بعدها * بوائق في أكمامها لم تفتق - أراد: قطعتها محكما لها.