به: الحرم كله، لأنا نعلم أنها لا تذبح عند البيت، ولا في المسجد، هذا على القول الأول، وعلى الثاني، يكون المعنى: ثم محل الناس من إحرامهم إلى البيت، وهو أن يطوفوا به بعد قضاء المناسك.
ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين " 34 " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " 35 " قوله تعالى: * (ولكل أمة جعلنا منسكا) * قرأ حمزة، والكسائي، وبعض أصحاب أبي عمرو بكسر السين، وقرأ الباقون بفتحها: فمن فتح أراد المصدر، من نسك ينسك، ومن كسر أراد مكان النسك كالمجلس والمطلع. ومعنى الآية: لكل جماعة مؤمنة من الأمم السالفة جعلنا ذبح القرابين * (ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) *، وإنما خص بهيمة الأنعام، لأنها المشروعة في القرب. والمراد من الآية: أن الذبائح ليست من خصائص هذه الأمة، وأن التسمية عليها كانت مشروعة قبل هذه الأمة.
قوله تعالى: * (فإلهكم واحد) *: لا ينبغي أن تذكروا على ذبائحكم سواه * (فله أسلموا) * أي:
انقادوا واخضعوا. وقد ذكرنا معنى الإخبات في [سورة] هود. وكذلك ألفاظ الآية التي تلي هذه.
والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون " 36 " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا والله على ما هداكم وبشر المحسنين " 37 " قوله تعالى: * (والبدن) * وقرأ الحسن، وابن يعمر برفع الدال. قال الفراء: يقال: بد وبدن، والتخفيف أجود وأكثر، لأن كل جمع كان واحده على " فعلة " ثم ضم أول جمعه، خفف، مثل أكمة