- بثوب ودينار وشاه ودرهم * فهل هو مرفوع بما هاهنا رأس - ذكرهما الفراء.
والثالث: أن يكون تمام الكلام عند قوله: " هي " على معنى: فإذا هي بارزة واقفة، يعني: من قربها، كأنها آتية حاضرة، ثم ابتدأ فقال: * (شاخصة،) * ذكره الثعلبي.
والرابع: أن " هي " كناية عن القصة، والمعنى: القصة أن أبصارهم شاخصة في ذلك اليوم، ذكره علي بن أحمد النيسابوري. قال المفسرون: تشخص أبصار الكفار من هول يوم القيامة، ويقولون: * (يا ويلنا قد كنا) * أي: في الدنيا * (في غفلة من هذا) * أي: عن هذا * (بل كنا ظالمين) * أنفسنا بكفرنا ومعاصينا. ثم خاطب أهل مكة، فقال: * (إنكم وما تعبدون من دون الله) * يعني:
الأصنام * (حصب جهنم) * وقرأ علي بن أبي طالب، وأبو العالية، وعمر بن عبد العزيز: " حطب " بالطاء. وقرأ ابن عباس، وعائشة وابن السميفع: " حضب " بالضاد المعجمة المفتوحة. وقرأ عروة، وعكرمة، وابن يعمر، وابن أبي عبلة: " حضب جهنم " باسكان الضاد المعجمة. وقرأ أبو المتوكل، وأبو حيوة، ومعاذ القارئ " حضب " بكسر الحاء مع تسكين الضاد المعجمة. وقرأ أبو مجلز، وأبو رجاء، وابن محيصن: " حصب " بفتح الحاء وبصاد غير معجمة ساكنة. قال الزجاج: من قرأ " حصب جهنم " فمعناه: كل ما يرمى به فيها، ومن قرأ " حطب " فمعناه: ما يوقد به، ومن قرأ بالضاد المعجمة، فمعناه: ما تهيج به النار وتذكى به، قال ابن قتيبة: الحصب: ما ألقي فيها، وأصله من الحصباء، وهو: الحصى، يقال: حصبت فلانا; إذا رميته حصبا، بتسكين الصاد، وما رميت به فهو حصب، بفتح الصاد.
قوله تعالى: * (أنتم) * يعني: العابدين والمعبودين * (لها واردون) * أي: داخلون. * (لو كان هؤلاء) * يعني: الأصنام * (آلهة) * على الحقيقة * (ما وردوها) * فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه إشارة إلى الأصنام، والمعنى: لو كانوا آلهة ما دخلوا النار.
والثاني: أنه إشارة إلى عابديها، فالمعنى: لو كانت الأصنام آلهة، منعت عابديها دخول النار.
والثالث: أنه إشارة إلى الآلهة وعابديها، بدليل قوله تعالى: * (وكل فيها خالدون) * يعني:
العابد والمعبود.
قوله تعالى: * (لهم فيه زفير) * قد شرحنا معنى الزفير في [سورة] هود وفي علة كونهم لا يسمعون ثلاثة أقوال: