ومعنى الآية: لن ترفع إلى الله لحومها ولا دماؤها، وإنما يرفع إليه التقوى،; وهو ما أريد به وجهه منكم، فمن قرأ " يناله " بالتاء، فلأن التقوى والتقى واحد. والإشارة بهذه الآية إلى أنه لا يقبل اللحوم والدماء إذا لم تكن صادرة عن تقوى الله، وإنما يتقبل ما يتقونه به، وهذا تنبيه على امتناع قبول الأعمال إذا عريت عن نية صحيحة.
قوله تعالى: * (كذلك سخرها) * قد سبق تفسيره * (لتكبروا الله على ما هداكم) * أي: على ما بين لكم وأرشدكم إلى معالم دينه ومناسك حجه، فذلك أن تقول: الله أكبر على ما هدانا، * (وبشر المحسنين) * قال ابن عباس: يعني: الموحدين.
إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور " 38 " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " 39 " الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيه اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " 40 " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور " 41 " قوله تعالى: * (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) * قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: " يدافع " وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: " إن الله يدافع " بألف " ولولا دفع " بغير ألف، وهذا على مصدر " دافع " والمعنى: يدفع عن الذين آمنوا غائلة المشركين بمنعهم منهم ونصرهم عليهم. قال الزجاج: والمعنى: إذا فعلتم هذا وخالفتم الجاهلية فيما يفعلونه من نحرهم وإشراكهم، فإن الله يدفع عن حزبه، وال " خوان " فعال من الخيانة، والمعنى: أن من ذكر غير اسم الله، وتقرب إلى الأصنام بذبيحته، فهو خوان.
قوله تعالى: * (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) * قرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: " أذن " بفتح الألف. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو بكر، وحفص عن عاصم: " أذن " بضمها.
قوله تعالى: * (للذين يقاتلون) * قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن