وقرأ مجاهد، وأبو جعفر: " يذهب " بضم الياء وكسر الهاء. * (يقلب الله الليل والنهار) * أي:
يأتي بهذا، ويذهب بهذا * (إن في ذلك) * التقلب * (لعبرة لأولي الأبصار) * أي: دلالة لأهل البصائر والعقول على وحدانية الله وقدرته.
والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير " 45 " قوله تعالى: * (والله خلق كل دابة) * وقرأ حمزة، والكسائي: " والله خالق كل دابة من ماء) * وفي الماء قولان:
أحدهما: أن الماء أصل كل دابة.
والثاني: أنه النطفة، والمراد به: جميع الحيوان المشاهد في الدنيا. وإنما قال: " فمنهم " تغليبا لما يعقل. وإنما لم يذكر الذي يمشي على أكثر من أربع، لأنه في رأي العين كالذي يمشي على أربع، وقيل: لأنه يعتمد في المشي على أربع. وإنما سمي السائر على بطنه ماشيا، لأن كل سائر ومستمر يقال له: ماش وإن لم يكن حيوانا، حتى إنه يقال: قد مشى هذا الأمر، هذا قول الزجاج. وقال أبو عبيدة: إنما هذا على سبيل التشبيه بالماشي، لأن المشي لا يكون على البطن، إنما يكون لمن له قوائم، فإذا خلطوا ماله قوائم بما لا قوائم له، جاز ذلك، كما يقولون: أكلت خبزا ولبنا، ولا يقال: أكلت لبنا.
لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم " 46 " ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين " 47 " وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون " 48 " وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين " 49 " أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون " 50 " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " 51 " ومن يطع