ينتفعوا بما سمعوا، كالصم لا يفيدهم صوت مناديهم. * (ولئن مستهم) * أي: أصابتهم * (نفحة) * قال ابن عباس: طرف. وقال الزجاج: المراد أدنى شئ من العذاب، * (ليقولن يا ويلنا) * والويل ينادي به كل من وقع في هلكة.
ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين " 46 " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " 47 " قوله تعالى: * (ونضع الموازين القسط) * قال الزجاج: المعنى: ونضع الموازين ذوات القسط، والقسط: العدل، وهو مصدر يوصف به، يقال: ميزان قسط، وميزانا قسط، وموازين قسط. قال الفراء: القسط من صفة الموازين وإن كان موحدا، كما تقول: أنتم عدل، وأنتم رضي. وقوله تعالى:
* (ليوم القيامة) * و " في يوم القيامة " سواء. وقد ذكرنا الكلام في الميزان في أول الأعراف.
فإن قيل: إذا كان الميزان واحدا، فما المعنى بذكر الموازين؟
فالجواب: أنه لما كانت أعمال الخلائق توزن وزنة بعد وزنة، سميت موازين.
قوله تعالى: * (فلا تظلم نفس شيئا) * أي: لا ينقص محسن من إحسانه، ولا يزاد مسيء على إساءته * (وإن كان مثقال حبة) * أي: وزن حبة. وقرأ نافع: " مثقال " برفع اللام. قال الزجاج: ونصب " مثقال " على معنى: وإن كان العمل مثقال حبة. وقال أبو علي الفارسي: وإن كان الظلامة مثقال حبة، لقوله [تعالى]: " فلا تظلم نفس شيئا ". قال: ومن رفع، أسند الفعل إلى المثقال، كما أسند في قوله [تعالى]: * (وإن كان ذو عسرة) *.
قوله تعالى: * (أتينا بها) * أي: جئنا بها. وقرأ ابن عباس، ومجاهد، وحميد: " آتينا بها " ممدودة، أي: جازينا بها.
قوله تعالى: * (وكفى بنا حاسبين) * قال الزجاج: هو منصوب على وجهين أحدهما: التمييز; والثاني: الحال.