والثالث: باب من عذاب جهنم في الآخرة، حكاه الماوردي.
قوله تعالى: * (إذا هم فيه مبلسون) * وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو المتوكل، وأبو نهيك، ومعاذ القارئ: " مبلسون " بفتح اللام. وقد شرحنا معنى المبلس في [سورة] الأنعام.
وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون " 78 " وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون " 79 " وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون " 80 " بل قالوا مثل ما قال الأولون " 81 " قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون " 82 " لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين " 83 " قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون " 84 " سيقولون الله قل أفلا تذكرون " 85 " قوله تعالى: * (ذرأكم في الأرض) * أي: خلقكم من الأرض.
قوله تعالى: * (وله اختلاف الليل والنهار) * أي: هو الذي جعلهما مختلفين يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض * (أفلا تعقلون) * ما ترون من صنعه؟! وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: * (قل لمن الأرض) * أي: قل لأهل مكة المكذبين بالبعث: لمن الأرض * (ومن فيها) * من الخلق * (إن كنتم تعلمون) * بحالها، * (سيقولون لله) * قرأ أبو عمرو: " لله " بغير ألف هاهنا، وفي اللذين بعدها بألف.
وقرأ الباقون: " لله " في المواضع الثلاثة. وقراءة أبي عمرو على القياس. قال الزجاج: ومن قرأ:
" سيقولون الله " فهو جواب السؤال، ومن قرأ " لله " فجيد أيضا، لأنك إذا قلت; من صاحب هذه الدار؟ فقيل: لزيد، جاز، لأن معنى " من صاحب هذه الدار؟ ": لمن هي وقال أبو علي الفارسي: من قرأ " لله " في الموضعين الآخرين، فقد أجاب على المعنى دون ما يقتضيه اللفظ.
وقرأ سعيد بن جبير، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء: " سيقولون الله " " الله " بألف فيهن كلهن. قال أبو علي الأهوازي: وهو في مصاحف أهل البصرة بألف فيهن.
قوله تعالى: * (قل أفلا تذكرون) * فتعلمون أن من قدر على خلق ذلك ابتداء، أقدر على إحياء الأموات؟!
قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم " 86 " سيقولون لله قل أفلا تتقون " 87 "