قال المفسرون: لما هاجر لوط مع إبراهيم، نزل إبراهيم أرض فلسطين ونزل لوط بالمؤتفكة على مسيرة يوم وليلة أو نحو ذلك من إبراهيم، فبعثه الله نبيا.
فأما " الحكم " ففيه قولان:
أحدهما: أنه النبوة، قاله ابن عباس.
والثاني: الفهم والعقل، قاله مقاتل، وقد ذكرنا فيه أقوالا في سورة يوسف. وأما " القرية " هاهنا، فهي سدوم، والمراد أهلها، والخبائث: أفعالهم المنكرة، فمنها إتيان الذكور، وقطع السبيل، إلى غير ذلك مما قد ذكره الله عز وجل عنهم في مواضع.
قوله تعالى: * (وأدخلناه في رحمتنا) * أي: بإنجائه من بينهم.
ونوحا إذا نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم " 76 " ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين " 77 " قوله تعالى: * (ونوحا) * المعنى: واذكر نوحا، وكذلك ما يأتيك من ذكر الأنبياء * (إذ نادى) * أي: دعا على قومه * (من قبل) * أي: من قبل إبراهيم ولوط. فأما الكرب العظيم! فقال ابن عباس:
هو الغرق وتكذيب قومه.
قوله تعالى: * (ونصرناه من القوم) * أي: منعناه منهم أن يصلوا إليه بسوء، وقيل: " من " بمعنى " على ".
وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين " 78 " ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين " 79 " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون " 80 " ولسليمان من الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا