عمدت إلى تحقيق هدفها على مراحل من خلال إيجاد مثل هذه القاعدة الثورية التي تتحمل مسؤولية الرسالة تجاه البشرية كلها.
وعلى هذا يمكن أن نفهم أن أحد الابعاد المهمة في هدف القرآن هو الاهتمام بتغيير هذه الجماعة البشرية في الجزيرة العربية بشكل خاص، وأن هذه الخصوصية التي أعطيت للعرب ليست على مستوى اختصاص الرسالة بهم وجعلها رسالة قومية منحصرة بهذه الأمة، بل هي عملية لوحظ فيها هذا البعد المشار إليه، وأن هذا الاختيار كان محكوما بكيفية تحقيق هدف السماء على الأرض.
وهذا ليس امتيازا ذاتيا للعرب على بقية الأمم وإن كان فضلا من الله عليهم (1) كما تفضل الله على بني إسرائيل في بعض مراحل التأريخ، فجعل منهم أنبياء وملوكا.
ومما يؤكد هذا الامر أيضا هو تهديد السماء لهذه الأمة بالاستبدال إن لم تقم بأعباء ما كلفت به قياما صحيحا:
* (... وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) * (2).
* (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه...) * (3).
ومن المحتمل جدا أن عملية إيجاد الجماعة الثورية وملاحظة خصوصيات