وأما المحور الأساس للنور فهو (الله) تبارك وتعالى، ولذلك ورد في القرآن الكريم: * (... الله نور السماوات والأرض...) * (١) باعتبار أن هذا المحور هو الذي يمثل الأصل لكل النور والهدى والأصول الصحيحة للمجتمع الصالح.
كما ورد فيه ذكر التقابل بين (الله) و (الطاغوت) في عدة مواضع:
* (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات...) * (٢).
* ﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت...﴾ (3).
ولهذا فإن معرفة احتياج مجتمع ما إلى حدوث حالة التغيير الجذري فيه تتوقف على معرفة حالة (الطاغوت) فيه، فإن وصلت هذه الحالة إلى الحد الذي أصبحت تمثل المحور في تحرك المجتمع فسيكون هذا المجتمع مجتمع الظلمات والجاهلية والانحراف، حتى وإن كانت فيه بعض الأمور الصحيحة أو الارتباط بالله بنحو من الأنحاء، ولا بد حينئذ من حصول عملية تغيير جذري فيه.
وأما إذا كانت الأصول العامة فيه ومقوماته الأساسية مقومات إلهية، فهو مجتمع (النور) وإن كان فيه بعض الانحراف والفساد والباطل، ولا يحتاج إلا إلى عملية تغيير إصلاحية.
الأنبياء اولو العزم وأنبياء الرسالات:
وبهذا البعد يمكن أن نفهم قضية الأنبياء من اولي العزم والمهمات التي تحملوها