واحد من الأساليب المهمة والأساسية والمساعدة في تحقيق هدف النزول الرئيس، وهو هدف تغيير الجماعة البشرية تغييرا جذريا، وهو وضعهم على السراط المستقيم.
وإنما جاء تأكيد دور الإنذار ووضع هدفا في بعض الآيات، لأن المعادلة الأساسية التي يقيم عليها الدين عملية التغيير هذه معادلة ترتبط بالانذار وتقوم على أساسه، وهي معادلة الدنيا بالآخرة، والتي عنصرها الأساس هو معادلة التضحيات والتنازلات المادية المحدودة - ويراها الإنسان بنظره القاصر تنازلات وخسارات - بما يحصل عليه الإنسان في الآخرة من ثواب وجزاء، والذي يشير إليه القرآن الكريم ب (البشير) و (البشرى).
وكذلك معادلة اللذات والشهوات وحالة الرفاه وغير ذلك مما يستحسنه ويهواه ويحصل عليه من غير طريقه المشروع، معادلة كل هذا بما يلاقيه الإنسان في الحياة الأخرى من عذاب ومحنة، وقد عبر عنه القرآن الكريم ب (النذير) و (الإنذار).
وعلى هذا الأساس يصبح (الإنذار) مفردة من المفردات الأساسية والمهمة للمنهج الصحيح، وبالذات في جانب (الكتاب) منه.
وأما سر تأكيد مفردة من مفردات (الكتاب) هذا التأكيد الكبير حتى وكأن مهمة النبي والكتاب معا قد حصرتا بها فذلك راجع إلى جملة أمور منها:
أولا: لدخول مفردة (الإنذار) في المعادلة الأساسية التي يقوم عليها الدين، كما ذكرنا ذلك سابقا.
ثانيا: لمعالجة حالة نفسية قد يعيشها الأنبياء وكل الدعاة إلى الله، وتلك هي شعورهم أحيانا بعدم قدرتهم على تحقيق أهدافهم رغم كل ما يبذلونه من جهد وطاقة في سبيل ذلك، وتصورهم بأن قضية التغيير هي من مسؤوليتهم بحيث إن عدم تحققها يستدعي وقوفهم موقفا محرجا أمام الله عز وجل، ومن ثم حصول