السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) * (1).
وقد جاء ذكر الهدف هنا نتيجة لوجود الكتاب وتعامل الناس معه، ولكنه ذكر في آيات أخرى علة غائية لنزول الكتاب، كقوله تعالى:
* (هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرؤوف رحيم) * (2).
وفي غيرها ربط بين نزول الكتاب ومهمة النبي (صلى الله عليه وآله) باعتبار وحدتهما، كقوله تعالى:
* (... قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور......) * (3).
(الله) تبارك وتعالى و (الطاغوت):
ولما كانت العملية التغييرية في القرآن الكريم جذرية، إذن فما هو الأصل أو الأصول التي تناولها القرآن الكريم بالتغيير في المجتمع الجاهلي؟
من خلال مراجعة سريعة للقرآن الكريم يمكن أن نحدد ذلك الأصل والأساس الذي يستهدفه القرآن الكريم في عملية التغيير الجذري، فنجد أن القرآن الكريم يحدد لنا محور أصول الظلمات ومحور أصول النور.
فأما محور أصول الظلمة فهو (الطاغوت) الذي تقوم عليه أسس الظلمات والتي منها يخرج الإنسان إلى النور.