وعندئذ قد يطرح هذا السؤال وهو: أننا عندما نقرأ القرآن الكريم (1) لا نجد فيه كل شئ، إذ أين هي علوم الطب والفيزياء، والعلوم الطبيعية الأخرى، أو حتى العلوم الإنسانية كعلم التأريخ والاجتماع؟ فإن بعض أصولها وإن كان موجودا في القرآن الكريم إلا أن كثيرا من تفاصيل هذه العلوم غير موجودة في القرآن فكيف يمكن افتراضه تبيانا لكل شئ؟
وأما إذا أخذنا هذه الآية الكريمة في ضوء الهدف القرآني فسوف نعرف أن ل (كل شئ) هنا مضمونا واقعيا وحقيقيا، وان هذه (الكلية) وهذا (العموم) الذي استخدم فيه أداة (كل) لها مصداقية خارجية ولكن في ضوء الهدف القرآني.
فالقرآن الكريم حينئذ (تبيان لكل شئ) يرتبط بتحقيق ذلك الهدف الذي استهدفه في نزوله، بحيث لم يبق شئ يتعلق بتحقيق ذلك الهدف لم يذكره.
الفائدة الثانية: هي أن معرفة هدف النزول تعيننا على تفسير كثير من الظواهر التي اتصف بها القرآن الكريم.
فقد اتصف مثلا بظاهرة (النزول التدريجي)، وظاهرة (التعرض إلى بعض القضايا الشخصية المرتبطة برسول الله (صلى الله عليه وآله))، وظاهرة (التعرض إلى العادات والتقاليد المحدودة والجزئية في المجتمع الجاهلي)، وظاهرة اختصاص (القصة) بأنبياء